وأد الطفولة

الخميس يناير 22, 2009 12:21 am

حافظ البرغوثي المَوْتُ أوغَلَ في ثَراكَ وفي دِماكْ
عِشرونَ يَوماً أوْ يَزيدْ
وَأنا هُناكْ
والقَومُ في غَنجِ المَخادِعِ
لا مُغيثَ إلى نَداكْ
إيهودُ يَلْعَقُ مِن دَمي
والعُرْبُ تَرْقُصُ في فَضاكْ
هذا المُحَلِّلُ يَسْتَطيبُ تَجَندُلي
وَذاكَ قائِدٌ يَستَخِفُّ فَلا يَراكْ
وَتَحَلَّقوا...
قِمَمٌ هُنا .. قِمَمٌ هُناكْ
كَفْكِفْ دِماءَكَ بِالبَيانِ، وَبِالخِتامِ
إليكَ هَاكْ
وَأَمْسَكوا..
عَنكَ الغِذاءَ،
وَحَرَّموا فيكَ التَّفاوضَ والسِّلاح
وأطْلَقوا كُلَّ الحَناجِرِ في هَواكْ
وأفْلَتوا مِليونَ ناعٍ في رِثاكْ.
عادَ الكِبارُ جَميعُهُمْ، وما عادتْ دُماكْ
عِشْ يا أبا التَّنظيمِ.. ويا إبنَ النِّظامِ
وإبنَ إبنِ ذاكْ
فالرّحمُ مَن وَلَدَت فِداكْ..
فَلْيَهْلك الأطفالُ.. لا يَسْلَمْ سِواكْ
يا طِفلَ غَزَّةْ
يا دافِعَ البَأسِ الشَّديدِ
عِن القَبيلَةِ والفَصيلَةِ والرَّذيلةْ
هذا امتحانُ الرَّبِّ
لا جَزَعٌ فيما بَلاكْ
أنتَ المُبَشَّرُ بالجِنان بِفَضْلِهِم..
ويُقالُ لا حَوْلَ.. ولا..
فَالرَّبُّ خَصَّكَ وَاصْطَفاكْ
فَدْوَى النِّظامِ وما تَتَبَّعَ من نَظيم..
يا ابنَ النِّظام،
كُلُّ الطُّفولَةِ قَدْ أتَتْ تَحْمي حِماكْ..
وَتَموتُ وَهيَ تَهْجُرُها الحَياة
لا تُريدُ سِوى رِضاكْ
فانْعَمْ بِما كَسبتْ يَداكْ
هذا هُو الوَأدُ العَظيمُ
لِكُلِّ طِفلٍ في الخَليجِ وفي المُحيط
وسَتُسْألون..
يا سادَةَ الطُّرُقِ السَّريعَةِ لِلْجَحيم..
فاللهُ أظهَرَ في الطُّفولَةِ آيَهُ وَجَمالَه..
صُهيونُ قدْ تَبَّتْ يَداكْ
مَن يُبلغ الأعْرابَ والأحْبارَ أنَّكَ بَعْدَهُم..
آتٍ وآتٍ.. فَلا فَكاكْ
هذي البَراءَةُ قَدْ تَناثَرَ طُهْرُها..
شَرْقاً وَغَرباً في طِباقِ سِماكْ
يا وَجْهَها المَسْفوكَ وَعْدَ سِنينِه
يا نَحْرَها المَذبوحَ صَوْتَ نَحيبِه
لا شيءَ أفظَعُ مِن رُؤاكْ
هِيَ لَوْحَةٌ دَمَويَّةٌ.. يَبْكي لَها صَلْدُ الحِجار..
وَمَدمعُ النُّساكْ..
يا أيُّها الطّفلُ الذي هُو مَيِّتٌ
أنتَ الحَيِيُّ وَكُلُّنا هُلاّك