الامام الشعبي رحمه الله
+5
صقر غزة
لهيب المقاومة
ابو احمد
بشير العقاد
انسام
9 مشترك
الامام الشعبي رحمه الله
الأربعاء يونيو 03, 2009 1:51 pm
عامر بن شرحبيل الحِمْيَرِيّ المعروف بالشعبي ، نابغة المسلمين في عصره .
وفائدة القراءة عن التابعين وسيرهم أنّ هذه الأسماء ترِدُ كثيراً في كتب الدين ، وفي كتب
الحديث ، وفي كتب السيرة ، وفي كتب الفقه ، وهذه الأسماء كلُّها أعلام .
وُلدالشعبي في الكوفة ، وفيها نشأ ، لكن المدينة المنورة كانت مهوى فؤاده ، ومطمح نفسه،
كان يؤمُّها من حينٍ لآخر ليلقى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ، وليأخذ
عنهم ، كما كان الصحابة الكرام يؤمّون الكوفة ليتخذوها منطلقاً للجهاد في سبيل الله
، أو داراً لإقامتهم ، إذاً كان طلاب العلم يقدمون على المدينة ليلتقوا بأصحاب رسول
الله رضوان الله عليهم ، وأصحاب النبي رضوان الله عليهم ينطلقون إلى الكوفة ،
ليجعلوها قاعدةً لانطلاقهم لفتوح الهند والصين ، إذاً هؤلاء تعلَّموا ، فعليهم أن
يجاهدوا ، وأولئك عليهم أن يتعلَّموا .
أُتيح لهذا التابعي الجليل أن يلقى نحواً من خمسمائةٍ من الصحابة الكرام ، وأن يروي عند
عددٍ كبير من جلتهم . الحقيقة ـ ولا أبالغ ـ ليس في الأرض متعةٌ أعظم من أن تجلس إلى عالم تُذاكره في
العلم، لأن العلم حياة الإنسان ، والعلم حياة القلب ، وهو الذي يناسب شأن الإنسان ،
وغير العلم يناسب ما دون الإنسان .
يروي هذا التابعي عن عددٍ كبير من أصحاب النبي ، من أمثال علي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي
وقَّاص ، وزيد بن ثابت ، وعبادة بن الصامت ، وأُبيّ ، وأبِي موسى الأشعري ، وأبي
سعيد الخدري ، والنعمان بن البشير ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عبَّاس ، وعدي
بن حاتم، وأبي هريرة ، وعائشة أم المؤمنين ، وغيرهم ، وغيرهم .
وقد كان الشعبي فتىً متوقِّد الذكاء ، يقظَ الفؤاد ، مرهفَ الذهن ، دقيقَ الفهم ، آيةً في قوة الحافظة والذاكرة ، ولي هنا وقفة :
إنّ الله عزَّ وجل يعطي إنساناً هذه القدرات العقليَّة العالية ، ويحرم منها آخرين ،
فقد يقول قائل : ما ذنب الذي حُرم هذه القدرات ؟ هناك إجابات كثيرة ، منها أنّ
الإنسان يُعطَى من القدرات على قدر مطالبه ، فكلَّما ارتفعت مطالبُه ، واتسعت ،
وسمت ، وكبُر حجمها قدَّر الله له من الملكات والقُدرات ما يوازي هذه المطالب العالية .
نحن في مجتمع البشر ، إذا كلَّفتَ الإنسان بمهمة كبيرة ، تعطيه صلاحيات كبيرة ، وإذا
كلَّفته بعقد صفقةٍ لإطعام الجيش تعطيه اعتمادًا بمائة مليون ، فكلَّما كلَّفته
بعملٍ كبير أعطيتَه إمكانات كبيرة ، فأحد الأجوبة أن هذه القدرات الفائقة التي
يتمتع بها هؤلاء العلماء الأعلام ، في رأيٍ من الآراء أنها نتيجة مطالبهم العالية التي علِم الله بها .
وعندنا شيءٌ آخر ، وهو أن هذا الذكاء ، وقوة الحافظة ، وحدّة الذهن ، والإدراك
العميق ، وقوّة التفكير هذا حظٌّ من حظوظ الدنيا ، والإنسان يُمتَحَن به ، فإمّا أن
يرقى به ، وإمّا أن يهوي، فالجهاز الذي يرفعك هو نفسه الذي يهوي بك ، الآن الطائرة
مِيزةٌ كبيرة ، لأنها تنتقل بسرعة عالية ، لكن لو أنها تعطَّلت في الجو لم يكن ثمّة
حلٌ وسطٌ ، ولا وقت للنزول ، ولا لمخاطبة الركاب بالذهاب إلى بيوتهم ، حتى يتسنّى
إصلاح الطائرة ، لا يوجد هذا ، فميزة تحليقها في الجو، ونقل الركاب بوقـت قصيـر
جداً ، في مقابلها سيئة إذا أصابها عطب ، ويُنشَر الخبر البسيط : لقد مات جميع
ركَّابها ، وبتعبير آخر : وقد لقي جميع الركاب حتفهم ، أما السيارة فتتعطَّل ، وسرعتها أبطأ ، لكن لو تعطَّلت لوُجِد لها حلّ آخر .
أردت من هذا المثل أن الإنسان إذا أُوتي الذكاء ، والقدرات الفائقة ، هذه ترقى به ولا
شك، لكن لو أنه استخدمها على خلاف ما أراد الله عزَّ وجل لَهَوَتْ به ، فالقدرات
العالية كما أنها ترقى فإنها تُهلك ، فمثلاً : يكون الشخصُ يسير بسيارة ، وأغلب
الظن أنْ لا مشلكة ، فلو سار بسرعة مائة وعشرين ، ثمّ سها سهوة ، ماذا يحدث ؟
أحياناً الإنسان يعطس وهو يقود السيارة ، هذه العطسة فيها تغميض العينين ثانية
واحدة ، فيشعر بالخطر ، لأنه يسير بسرعة كبيرة ، فكلَّما أسرعت يجب أن تكون أكثر
يقظةً ونباهةً ، وكلُّ شيء فيه ميزة في مقابلها مغرم ، وكل مغنمٍ يقابله مغرم ،
فالذي أوتي حظاً من الذكاء هذا امتُحِن بالذكاء ، لكن فيما لو لم يؤمن بالله عزَّ
وجل، لكان هذا الذكاء وبالاً عليه .
إذن كان الشعبي متوقد الذكاء ، يقظ الفؤاد ، مرهف الذهن ، دقيق الفهم ، آيةً في قوة
الحافظة والذاكرة ، وقد روي عنه أنه قال : " ما كتبت سوداء في بيضاء قط " . ماذا يعني هذا
الكلام ؟ أنه لشدة حافظته ، لاتقاد ذهنه ، لقوة ذاكرته ما احتاج أن يكتب كلمةً سوداء على ورقةٍ بيضاء .
قد يقول أحدكم : ما هذه الذاكرة ؟ أنا أجيبكم : لو أنك تهتم بموضوعٍ ما ، لوفِّقت إلى
ذاكرةٍ كهذه الذاكرة ، فأحياناً تدخل على بائع قطع تبديل ، يكون عنده عشرة آلاف نوع
، أي سؤال تطرحه عليه يقول لك : يوجد ، أو بقي منها قطعة واحدة ، اصعدْ يا ابني على
الرفِّ الثالث ، على اليمين هناك واحدة فأحضِرْهَا . معنى هذا أنّ ذاكرته محلّ ، لأنه مهتم ، ولأن في ذلك ربح له .
فالذاكرة قانونُها الاهتمامُ ، حينما تهتم بالشيء تحفظه ، لذلك يشكو الإنسانُ ضعفَ
ذاكرته في موضوعات لا يهتم لها ، ويعتدّ بذاكرته التي لا تخطئ في الموضوعات التي يهتم بها ، فأكاد أقول لكم : إن الاهتمام الشديد هو الذي يجعل الإنسان يحفظ
.
سيرة التابعي : عامر بن شرحبيل الشعبي ،
لفضيلة
الأستاذ محمد راتب النابلسي
:386415:
- بشير العقادصقر متميز
- عدد المشاركات : 423
العمر : 42
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
رد: الامام الشعبي رحمه الله
الخميس يونيو 04, 2009 12:00 pm
ادام لنا هذاالوجود المعطـــر..
املــى ان اجــد جديدك دوما
ويسلـــــم لنا هذا القلـــم
املــى ان اجــد جديدك دوما
ويسلـــــم لنا هذا القلـــم
رد: الامام الشعبي رحمه الله
الأربعاء يونيو 10, 2009 5:34 pm
رائع اخي انسام
ما شاء الله موضوع متميز كما عهدناك
جزاك الله خيرا
ما شاء الله موضوع متميز كما عهدناك
جزاك الله خيرا
- بشير العقادصقر متميز
- عدد المشاركات : 423
العمر : 42
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
رد: الامام الشعبي رحمه الله
الخميس يونيو 25, 2009 12:38 pm
- صقر غزةصقر متميز
- عدد المشاركات : 334
العمر : 34
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 23/06/2009
رد: الامام الشعبي رحمه الله
الأحد يوليو 19, 2009 8:29 pm
شكرا
موضوعك رائع
موضوعك رائع
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: الامام الشعبي رحمه الله
الأحد يوليو 19, 2009 8:41 pm
موضوع جميل اخي تستحق الشكر
جزاك الله كل خير علي تقديم
هذه الشخصية وهذا الامام
جزاك الله كل خير علي تقديم
هذه الشخصية وهذا الامام
- لؤلؤة القلوبصقر ماسي
- عدد المشاركات : 7773
العمر : 29
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 26/05/2009
رسالتي : ليًسٌٍُ غٌَرٍوٍرٍآً أوٍٍ كُبٌٍــرٍيًآء
بٌٍٍل شٌٍُمٌٍَوٍخٍُآ بٌٍآٍلذَآتًُ َفٍأنٍآ شٌٍُآمٌٍَخٍُهُ بٌٍأخٍٍُلآًقٌٍيً وًٍقٌٍيًمٌٍَيً
ٍليًسٌٍُ َفًٍقٌٍطٌٍُ بٌٍجًُمٌٍَآٍليً وٍنٍعُوٍمٌٍَتًُيً بٌٍٍل أنٍآ هُكُذَآ وٍسٌٍُأضٍٍُِل هُكُذَآ
مٌٍَآ أجًُمٌٍٍَل أنٍ أكُوٍنٍ أنٍآ .. ٍلآ أنٍآ أكُوٍنٍ غٌَيًــرٍيً ..!
رد: الامام الشعبي رحمه الله
الثلاثاء مارس 09, 2010 8:26 am
- ما حكم قراءة القرآن على الأموات أثناء التعزية، وعند زيارة القبور، أو المرور بجانبها؟ الامام عبد العزيز ابن باز -رحمه الله-
- رد الافتراء على الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من قبل المبتدعة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله
- محمد بن إسماعيل البخاري " أبو عبد الله " رحمه الله
- عبد الله بن المبارك رحمه الله
- كيفية الرجوع إلى الله الامام العثيمين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى