الشرك بالله لايغفر فاحذروه متجدد 3
+3
ابو احمد
انسام
ابو علاء
7 مشترك
الشرك بالله لايغفر فاحذروه متجدد 3
الثلاثاء يونيو 02, 2009 9:59 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
شرك الخوف
النوع الثاني من أنواع الشرك في العبادة والألوهية: الشرك في الخوف، وهو: أن يخاف العبد من غير الله تعالى أن يصيبه بمكروه بمشيئته وقدرته، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقاد للضر والنفع في غير الله، قال الله تعالى: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ [المائدة:44]، وقال: فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل:51]، وقال: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، والمراد بالخوف خوف العبادة، وهو الخوف الذي يكون معه تعظيم وإجلال وخشية ورجاء للمخوف، هذا هو خوف العبادة، وهو المسمى بخوف السر، وهو الخوف الذي يكون فيما وراء الأسباب، كأن يخاف منه أن يقطع رزقه بسره لا بسبب ظاهر، أو يمرضه، أو يسلط عليه عدواً، أو يحرمه من دخول الجنة، أو يدخله النار، ويكون مع خوفه إجلال وتعظيم وخشية ورجاء له، فهذا الخوف الذي يكون فيما وراء الأسباب، فهو لا يخاف لأن أمامه سبب، بل يخاف لأنه يعتقد أن هناك سر يستطيع به أن يغفر ذنبه، أو يسلط عليه عدوه، أو يقطع رزقه، أو يميت ولده، أو يحرمه دخول الجنة، فهذا شرك أكبر. أما إذا خاف من شيء أسبابه ظاهرة فهذا لا يكون خوف عبادة، كأن يخاف من السباع فيبتعد عنها، أو من الحيات والعقارب، أو من عدو كسلطان ظالم، فهذا أسبابه ظاهرة، وهذا لا يكون شركاً، بل هو خوف طبيعي، قال الله تعالى عن موسى عليه السلام: فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص:18] أي: خائفاً من فرعون، وهذا سببه ظاهر، فهو ملك ظالم كافر جبار، فيخشى أن يبطش به، ولهذا قال تعالى: َجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص:20-21]، فهل هذا شرك؟! لا، بل هذا خوف طبيعي؛ لأن أسبابه ظاهرة أمامه، لكن الشرك أن تخاف من ميت، أو تعتقد أن الولي يمكن أن يقطع رزقك، أو يحرمك من دخول الجنة، أو لا يغفر ذنبك، أو يسلط عليك عدوك. ولهذا كان لابد من الخوف في عبادة الله مع المحبة والإجلال والتعظيم، فمن أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له، ومن خضع لشيء ولم يحبه لم يكن عابداً له، فلهذا لا يكون المرء عبداً لله حتى يكون الله أحب إليه من كل شيء، وأعظم عنده من كل شيء، فمن أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له، ومن خضع لشيء ولم يحبه لم يكن عابداً له، كالعدو تخضع له لكن لا
شرك الرجاء
النوع الثالث من أنواع الشرك في العبادة والألوهية: الشرك في الرجاء، وهو: أن يرجو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ليحصل له مطلوب من جهته، ومثال ذلك الذين يقصدون الأموات فيدعونهم من دون الله، ويذبحون لهم وينذرون رجاء أن تحصل لهم مطالبهم من نصر أو رزق أو شفاعة، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ [البقرة:218]، قال علي رضي الله عنه: (لا يرجُوَنَّ عبدُ إلا ربه)، والمراد بالرجاء هنا رجاء الشرك الذي يكون فيما وراء الأسباب، كأن يرجو ميتاً أو غائباً بسره أن ينصره على عدوه، أو يدخله الجنة، أو يسلمه من النار، أو لا يحرمه دخول الجنة، فهذا يرجوه بسره لا بسبب ظاهر، فهذا شرك أكبر، والمراد الرجاء الذي يكون معه محبة للمرجو وذل وخضوع، وكل محب فهو خائف راج بالضرورة، فيرجو حصول المطلوب ويخاف من فواته، فهو راج خائف بالضرورة، فهو أرجى ما يكون في أحب ما يكون إليه، فهذا رجاء العبادة، وهو الرجاء الذي يكون فيما وراء الأسباب، فهو ليس ظاهراً، بل يرجوه بسره لا بسبب ظاهر، فيرجوه أن ينصره على عدوه، ويغفر ذنوبه، ويوفقه، فهذا هو رجاء السر، وهو رجاء العبادة. أما من رجا حياً حاضراً فيما يقدر عليه فهذا ليس بشيء؛ لأنه رجاء عادي، كأن ترجو أخاك أن يصلح سيارتك، أو يبني بيتك، أو يقرضك مالاً، فهذا ليس شركاً؛ لأنه رجاء عادي أسبابه ظاهرة، لكن رجاء العبادة هو رجاء السر الذي يكون فيما وراء الأسباب، ولهذا فإن العبادة التي أمر الله بها هي التي تتضمن معنى الحب والخوف والرجاء، ولها ثلاثة أركان: المحبة والخوف والرجاء، ولابد من اجتماعها في العبادة، وهذه الأركان الثلاثة موجودة في فاتحة الكتاب في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، فهذه هي المحبة، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3] هذا هو الرجاء، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4] هذا هو الخوف، فمن عبد الله بالمحبة والخوف والرجاء فهو المؤمن الموحد، ومن عبد الله بواحد منها وتعلق بواحد منها فليس بعابد لله على الحقيقة، فمن عبد الله بالحب وحده فهو صوفي زنديق، يقول أحدهم: ما عبدت الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته، ولكن عبدته حباً لذاته وشوقاً إليه، فهذه طريقة الزنادقة، لا يعبدون الله بالخوف والرجاء، والله تعالى قال عن أنبيائه ورسله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا [الأنبياء:90]، وقال عن أوليائه: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا [السجدة:16]، وإذا عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، وإذا عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، وإذا عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
( دروس في العقيدة )
للشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي )
النوع الثاني من أنواع الشرك في العبادة والألوهية: الشرك في الخوف، وهو: أن يخاف العبد من غير الله تعالى أن يصيبه بمكروه بمشيئته وقدرته، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقاد للضر والنفع في غير الله، قال الله تعالى: فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ [المائدة:44]، وقال: فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل:51]، وقال: فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، والمراد بالخوف خوف العبادة، وهو الخوف الذي يكون معه تعظيم وإجلال وخشية ورجاء للمخوف، هذا هو خوف العبادة، وهو المسمى بخوف السر، وهو الخوف الذي يكون فيما وراء الأسباب، كأن يخاف منه أن يقطع رزقه بسره لا بسبب ظاهر، أو يمرضه، أو يسلط عليه عدواً، أو يحرمه من دخول الجنة، أو يدخله النار، ويكون مع خوفه إجلال وتعظيم وخشية ورجاء له، فهذا الخوف الذي يكون فيما وراء الأسباب، فهو لا يخاف لأن أمامه سبب، بل يخاف لأنه يعتقد أن هناك سر يستطيع به أن يغفر ذنبه، أو يسلط عليه عدوه، أو يقطع رزقه، أو يميت ولده، أو يحرمه دخول الجنة، فهذا شرك أكبر. أما إذا خاف من شيء أسبابه ظاهرة فهذا لا يكون خوف عبادة، كأن يخاف من السباع فيبتعد عنها، أو من الحيات والعقارب، أو من عدو كسلطان ظالم، فهذا أسبابه ظاهرة، وهذا لا يكون شركاً، بل هو خوف طبيعي، قال الله تعالى عن موسى عليه السلام: فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص:18] أي: خائفاً من فرعون، وهذا سببه ظاهر، فهو ملك ظالم كافر جبار، فيخشى أن يبطش به، ولهذا قال تعالى: َجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص:20-21]، فهل هذا شرك؟! لا، بل هذا خوف طبيعي؛ لأن أسبابه ظاهرة أمامه، لكن الشرك أن تخاف من ميت، أو تعتقد أن الولي يمكن أن يقطع رزقك، أو يحرمك من دخول الجنة، أو لا يغفر ذنبك، أو يسلط عليك عدوك. ولهذا كان لابد من الخوف في عبادة الله مع المحبة والإجلال والتعظيم، فمن أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له، ومن خضع لشيء ولم يحبه لم يكن عابداً له، فلهذا لا يكون المرء عبداً لله حتى يكون الله أحب إليه من كل شيء، وأعظم عنده من كل شيء، فمن أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له، ومن خضع لشيء ولم يحبه لم يكن عابداً له، كالعدو تخضع له لكن لا
شرك الرجاء
النوع الثالث من أنواع الشرك في العبادة والألوهية: الشرك في الرجاء، وهو: أن يرجو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ليحصل له مطلوب من جهته، ومثال ذلك الذين يقصدون الأموات فيدعونهم من دون الله، ويذبحون لهم وينذرون رجاء أن تحصل لهم مطالبهم من نصر أو رزق أو شفاعة، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ [البقرة:218]، قال علي رضي الله عنه: (لا يرجُوَنَّ عبدُ إلا ربه)، والمراد بالرجاء هنا رجاء الشرك الذي يكون فيما وراء الأسباب، كأن يرجو ميتاً أو غائباً بسره أن ينصره على عدوه، أو يدخله الجنة، أو يسلمه من النار، أو لا يحرمه دخول الجنة، فهذا يرجوه بسره لا بسبب ظاهر، فهذا شرك أكبر، والمراد الرجاء الذي يكون معه محبة للمرجو وذل وخضوع، وكل محب فهو خائف راج بالضرورة، فيرجو حصول المطلوب ويخاف من فواته، فهو راج خائف بالضرورة، فهو أرجى ما يكون في أحب ما يكون إليه، فهذا رجاء العبادة، وهو الرجاء الذي يكون فيما وراء الأسباب، فهو ليس ظاهراً، بل يرجوه بسره لا بسبب ظاهر، فيرجوه أن ينصره على عدوه، ويغفر ذنوبه، ويوفقه، فهذا هو رجاء السر، وهو رجاء العبادة. أما من رجا حياً حاضراً فيما يقدر عليه فهذا ليس بشيء؛ لأنه رجاء عادي، كأن ترجو أخاك أن يصلح سيارتك، أو يبني بيتك، أو يقرضك مالاً، فهذا ليس شركاً؛ لأنه رجاء عادي أسبابه ظاهرة، لكن رجاء العبادة هو رجاء السر الذي يكون فيما وراء الأسباب، ولهذا فإن العبادة التي أمر الله بها هي التي تتضمن معنى الحب والخوف والرجاء، ولها ثلاثة أركان: المحبة والخوف والرجاء، ولابد من اجتماعها في العبادة، وهذه الأركان الثلاثة موجودة في فاتحة الكتاب في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2]، فهذه هي المحبة، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3] هذا هو الرجاء، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4] هذا هو الخوف، فمن عبد الله بالمحبة والخوف والرجاء فهو المؤمن الموحد، ومن عبد الله بواحد منها وتعلق بواحد منها فليس بعابد لله على الحقيقة، فمن عبد الله بالحب وحده فهو صوفي زنديق، يقول أحدهم: ما عبدت الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته، ولكن عبدته حباً لذاته وشوقاً إليه، فهذه طريقة الزنادقة، لا يعبدون الله بالخوف والرجاء، والله تعالى قال عن أنبيائه ورسله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا [الأنبياء:90]، وقال عن أوليائه: يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا [السجدة:16]، وإذا عبد الله بالخوف وحده فهو حروري، وإذا عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، وإذا عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.
وفق الله الجميع لطاعته، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
( دروس في العقيدة )
للشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي )
رد: الشرك بالله لايغفر فاحذروه متجدد 3
الثلاثاء يونيو 02, 2009 10:23 pm
أحسنت أبو علاء
ونستعيذك اللهم من كل أنواع الشرك
تشكر عزيزي على تلوين الموضوع الموضوع
ونستعيذك اللهم من كل أنواع الشرك
تشكر عزيزي على تلوين الموضوع الموضوع
رد: الشرك بالله لايغفر فاحذروه متجدد 3
الأربعاء يونيو 03, 2009 4:37 am
حياك الله اخي ابو علاء
موضوع قيم وهام جدا
اللهم انا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه
موضوع قيم وهام جدا
اللهم انا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه
- الصقرالمقنعالصقرالمقنع
- عدد المشاركات : 7031
العمر : 39
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 14/12/2008
رد: الشرك بالله لايغفر فاحذروه متجدد 3
السبت أغسطس 08, 2009 4:08 pm
جزاك الله خيرا علي الموضوع الرائع
اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه واستغفرك لما لا اعمله
اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه واستغفرك لما لا اعمله
رد: الشرك بالله لايغفر فاحذروه متجدد 3
السبت أغسطس 08, 2009 8:30 pm
" اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لنا لا نعلمه"
[i]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى