شماعة ( زكي) المملة

الإثنين أبريل 06, 2009 8:36 pm

ضم فريق ويجان أتليتك الانجليزي مهاجم فريق الزمالك المصري عمرو زكي مقابل مليون ونصف جنيه إسترليني، بعد مفاوضات ماراثونية انتهت إلى توقيع عقد إعارة لمدة عام واحد، إضافة إلى وجود بند يتيح للنادي الانجليزي شراء اللاعب الموسم ما بعد المقبل مقابل 4.5 مليون إسترليني في حالة تألق زكي مع النادي.

تمت الإعارة عقب تمديد عقده مع الزمالك وهذا هو الشرط الذي وضعه رئيس النادي للموافقة على عرض النادي الانجليزي.
وكان أن شارك زكي، وأثبت كفاءته، لدرجة أنه احتل المركز الثاني في استفتاء صحيفة "THE SUN" الإنجليزية خلف كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي. وأجرت الصحيفة استفتاء عن أفضل مهاجم في الدوري الإنجليزي لعام 2008 واشترك في الاستفتاء 10 مهاجمين، وكان ترتيبه تاليا لكريستيانو رونالدو "مانشستر يونايتد" الأول في الاستفتاء وبفارق نقطة واحدة.

إلى هنا يمكن اعتبار نجاح زكي رائعا. لكن ماذا حدث بعد ذلك وتحديدا هذا الموسم؟
تغيرت كل الأجواء، وبدت طلائع النجاح الأولى تتبدد، تراجع مستوى زكي، واقتعد كراسي الاحتياط، وقال إنه محارَب، ومحبط، ودخل في دوامة ما يسمى بـ(نظرية المؤامرة) العربية بامتياز.

وبالمقابل منح رئيس نادي ويجان الإنجليزي، الضوء الأخضر للمدير الفني ستيف بروس لاتخاذ أي إجراء يراه مناسباً لعقاب زكي، بعد أن كشف المدير الفني عن استهتاره وعدم التزامه بالعودة في موعده من معسكر المنتخب المصري للمرة الرابعة أخيرا.

وكان لافتا جدا تأكيد بروس أن عمرو لا يتحلى بروح الاحتراف، مشيراً إلى أن صبره على اللاعب بدأ ينفد، لعدم إدراكه العقلية الاحترافية، قال بروس: قبل هذه الواقعة عاقبت زكي بغرامات أكثر مما يجنيه الشخص العادي في بريطانيا سنوياً، وسأفرض عليه غرامة أخرى.

في حين علق رئيس النادي مهددا: لا أفهم كيف يفكر هذا اللاعب، فهو يرتبط معنا بعقد إعارة فقط، ويحتاج لإظهار الالتزام لكي نتعاقد معه نهائياً، ولا أعرف كيف يستطيع لاعب أن يتأخر للمرة الرابعة عن فريقه، وإذا تكرر هذا الأمر مرة أخرى فسيكون من الصعب استمراره في ويجان.

وبينما يتذكر زكي شماعتنا العربية العتيقة والأزلية لتبرير عجزنا وإخفاقاتنا، نجد بالمقابل أن مواطنه أحمد حسام «ميدو» المعار أيضا إلى ويجان من ميدلزبره خلال انتقالات يناير الماضي يصف ستيف بروس، المدير الفني لفريقه، بأنه أفضل مدرب عمل تحت قيادته منذ بداية مشواره الكروي.

وقال ميدو في تصريحات نسبتها له صحيفة «ويجان إيفينينج بوست»: لقد عملت مع العديد من المدربين المميزين من جنسيات مختلفة، ولكنني أعتقد أن بروس مع الإيطالي لوشيانو سبالتي المدير الفني لفريق روما الذي عملت معه أيضا في النادي الإيطالي هما الأفضل.

حالة زكي تستوجب علينا إعادة قراءة تجربة الاحتراف لدينا في العالم العربي، وتأملها مليا، دون أن تكون بمعزل عن سياق ثقافي ونظام اجتماعي لمجتمعاتنا، وتداخل ذلك مع قيم العمل ومفاهيم الإرادة والطموح وما إلى ذلك من مفردات وقيم تصنع نجاحات الإنسان وتعلي أحلامه الفردية والجماعية. بدلا من الاطمئنان للشماعة الذهبية التي تعفينا كثيرا من مساءلة الذات.
المؤامرة فكرة عقيمة يرتاح لها الكسالى والضعفاء، أو هكذا أظن.

* نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية