مواعظ من خطب الجمعة
الجمعة فبراير 16, 2018 2:36 pm
بمشيئة الله تعالى رجوت أن أكتب بعض ما استفدته من خطب ومواعظ العلماء على المنابر يوم الجمعة لكل ما يصلح أحوال العباد
في دنياهم وآخرتهم إن شاء الله ، فلم أجد قبولا للنشر في قسم المواعظ الدينية على الأعضاء الجدد الذين لم تصل مساهماتهم العدد المطلوب ، فرأيت أن أجرب هنا لعل النشر يظهر للقاريء الكريم :
واليوم استمعت إلى خطبة الجمعة بالإسكندرية في أحد مساجدها العامرة بالمصلين من عالم جليل وكان عنوان الخطبة :
بين امتحانين في الدنيا وبعد الموت
وأحاول أن ألخص المقارنة التي أدارها بلباقة وحكمة وموعظة طوال ساعة في خطبته الواعظة الهادفة لصلام الأحوال :
امتحان الدنيا ضرب له مثلا باجتهاد الطالب في مذاكرته طوال العام وحسن إجابته يوم الامتحان بما حصله واجتهد فيه
فوفقه الله إلى نجاح يسعده ويسعد أهله بنجاحه حتى تخرجه وتعيينه وعمله في الدنيا حسب تخصصه ، أما غيره ممن لم يهتم
بواجباته ومذاكرته وقضى أيامه في اللهو واللعب والتفرج على التافاز والمسلسلات والمباريات والأغاني والبعد عن ربه بعدم
الصلاة والسير في سلوكيات المؤمنين الصالحين ، فقد عميت عليه الإجابة ورسب في الامتحان بعد ما أنفق عليه أهله الكثير
في الدروس الخصوصية ومصروفات المدرسة والملابس وغيرها فحزن الجميع على ما حدث منه وله بالتفريط والتقصير .
أما امتحان الآخرة الأول فهو أسئلة توجه إليه عند دخول قبره بعد دفنه من منكر ونكير ؛
وهي أسئلة عرفها لنا الدين والنبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة النبوية المشرفة وهي كما تبدو يسيرة وهينة كما يظن
بعض الناس : منْ ربُّك ؟ وما دينك ؟ ومن النبي الذي أرسل لك ؟ وماذا فعلت فيما دعاك إليه ؟
والإجابة على تلك الأسئلة شفوية ليست في ورقة أو يستخدم فيها القلم والكتابة ، وإنما هي بلسان الحال وما قدم من عمل فإن الله
سبحانه وتعالى يقول : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (65)سورة يس
فمن عمَّر قلبه بالإيمان الحق والعمل الصالح في الدنيا وفقه الله إلى الإجابة السديدة الناجحة وجعل قبره روضة من رياض الجنة يشم عبيرها وريحها الطيب إلى يوم البعث والنشور والحساب فيسعد وينزله منزلته من الجنة .
وأما أن كان غير ذلك ضيق الله عليه في قبره وجعله يرى لهيب النار وحرها في قبره فأشقاه حتى يوم البعث والحساب ثم يلقى
في جهنم ملعونا مغضوبا عليه من الله تعالى .
وذكر الخطيب حديث النبي مع حارثة عندما سأله قائلا : كيف أصبحت يا حارثة ؟
قال : أصبحت مؤمنا والحمد لله
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما حقيقة إيمانك يا حارثة ؟
قال : عزفت نفسي عن الدنيا حتى استوى عندي ذهبها ومدرها ، وأصبحت أرى عرش ربي بارزا ، وأرى أهل الجنة في الجنة يتنعمون ، وأهل النار في النار يتصايحون ويعذبون ...
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : يا حارثة عرفت فالزم
ثم قال لصحابته : من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى حارثة
ونكتفي بهذه الموعظة اليوم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى