البيهقي
الجمعة أبريل 06, 2012 9:21 am
البيهقي
هو الحافظ العلامة ، الثبت ، الفقية ، شيخ الإسلام أبو بكر ; أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي الخراساني . وبيهق : عدة قرى من أعمال نيسابور على يومين منها .
ولد في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة في شعبان .
وسمع وهو ابن خمس عشرة سنة من : أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي ; صاحب أبي حامد بن الشرقي ، وهو أقدم شيخ عنده ، وفاته السماع من أبي نعيم الإسفراييني ; صاحب أبي عوانة ، وروى عنه بالإجازة في البيوع ، وسمع من الحاكم أبي عبد الله الحافظ ، فأكثر جدا ، وتخرج به ، ومن أبي طاهر بن محمش الفقيه ، وعبد الله بن يوسف الأصبهاني ، وأبي علي الروذباري ، وأبي عبد الرحمن السلمي ، وأبي بكر بن فورك المتكلم ، وحمزة بن عبد العزيز المهلبي ، والقاضي أبي بكر الحيري ، ويحيى بن إبراهيم المزكي ، وأبي سعيد الصيرفي ، وعلي بن محمد بن السقا ، وظفر بن محمد العلوي ، وعلي بن أحمد بن عبدان ، وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني الصوفي ، والحسن بن علي المؤملي ، وأبي عمر محمد بن الحسين البسطامي ، ومحمد بن يعقوب الفقيه ، بالطابران وخلق سواهم . ومن أبي بكر محمد بن أحمد بن منصور ، بنوقان . وأبي نصر محمد بن علي الشيرازي ، ومحمد بن محمد بن أحمد بن رجاء الأديب ، وأحمد بن محمد الشاذياخي ، وأحمد بن محمد بن مزاحم الصفار ، وأبي نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي ، وإبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه ، وإبراهيم بن محمد بن معاوية العطار ، وإسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ، والحسن بن محمد بن حبيب المفسر ، وسعيد بن محـمد بن محمد بن عبدان ، وأبي الطيب الصعلوكي ، وعبد الله بن محمد المهرجاني وعبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ ، وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه ، وعبيد بن محمد بن مهدي ، وعلي بن محمد بن علي الإسفراييني ، وعلي بن محمد السبعي ، وعلي بن حسن الطهماني ، ومنصور بن الحسين المقرئ ، ومسعود بن محمد الجرجاني ; وهؤلاء العشرون من أصحاب الأصم . وسمع ببغداد من هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، وعلي بن يعقوب الإيادي ، وأبي الحسين بن بشران ، وطبقتهم . وبمكة من الحسن بن أحمد بن فراس ، وغيره . وبالكوفة من جناح بن نذير القاضي ، وطائفة .
وبورك له في علمه ، وصنف التصانيف النافعة ، ولم يكن عنده "سنن النسائي" ، ولا "سنن ابن ماجه" ، ولا "جامع أبي عيسى" ، بلى عنده عن الحاكم وِقْرُ بعيرٍ أو نحو ذلك ، وعنده "سنن أبي داود" عاليا ، وتفقه على ناصر العمري ، وغيره .
وانقطع بقريته مقبلا على الجمع والتأليف ، فعمل "السنن الكبير" في عشر مجلدات ليس لأحد مثله ، وألف كتاب "السنن والآثار" في أربع مجلدات وكتاب "الأسماء والصفات" في مجلدتين وكتاب "المعتقد" مجلد ، وكتاب "البعث" مجلد ، وكتاب "الترغيب والترهيب" مجلد ، وكتاب "الدعوات" مجلد ، وكتاب "الزهد" مجلد ، وكتاب "الخلافيات" ثلاث مجلدات ، وكتاب "نصوص الشافعي" مجلدان ، وكتاب "دلائل النبوة" أربع مجلدات وكتاب "السنن الصغير" مجلد ضخم ، وكتاب "شعب الإيمان" مجلدان وكتاب "المدخل إلى السنن" مجلد ، وكتاب "الآداب" مجلد ، وكتاب "فضائل الأوقات" مجيليد ، وكتاب "الأربعين الكبرى" مجيليد ، وكتاب "الأربعين الصغرى" ، وكتاب "الرؤية" جزء ، وكتاب "الإسراء" وكتاب "مناقب الشافعي" مجلد وكتاب "مناقب أحمد" مجلد ، وكتاب "فضائل الصحابة" مجلد ، وأشياء لا يحضرني ذكرها .
قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل في "تاريخه" : كان البيهقي على سيرة العلماء ، قانعا باليسير ، متجملا في زهده وورعه .
وقال أيضا : هو أبو بكر الفقيه ، الحافظ الأصولي ، الدين الورع ، واحد زمانه في الحفظ ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط ، من كبار أصحاب الحاكم ، ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم ، كتب الحديث ، وحفظه من صباه ، وتفقه وبرع ، وأخذ فن الأصول ، وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز ، ثم صنف ، وتواليفه تقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد ، جمع بين علم الحديث والفقه ، وبيان علل الحديث ، ووجه الجمع بين الأحاديث ، طلب منه الأئمة الانتقال من بيهق إلى نيسابور ، لسماع الكتب ، فأتى في سنة إحدى وأربعين وأربع مائة ، وعقدوا له المجلس لسماع كتاب "المعرفة" وحضره الأئمة .
قال شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن البيهقي : حدثنا أبي قال : حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب -يعني كتاب "المعرفة في السنن والآثار"- وفرغت من تهذيب أجزاء منه ، سمعت الفقيه محمد بن أحمد -وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجمة- يقول : رأيت الشافعي -رحمه الله - في النوم ، وبيده أجزاء من هذا الكتاب ، وهو يقول : قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء -أو قال : قرأتها- . ورآه يعتد بذلك . قال : وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيهٌ آخرُ من إخواني الشافعيَّ قاعدا في الجامع على سرير وهو يقول : قد استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا .
وأخبرنا أبي قال : سمعت الفقيه أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول : سمعت الفقيه محمد بن عبد العزيز المروزي يقول : رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور ، فقلت : ما هذا ؟ قال : هذه تصنيفات أحمد البيهقي . ثم قال شيخ القضاة : سمعت الحكايات الثلاثة من الثلاثة المذكورين .
قلت : هذه رؤيا حق ، فتصانيف البيهقي عظيمة القدر ، غزيرة الفوائد ، قل من جوَّد تواليفه مثل الإمام أبي بكر ، فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء سيما "سننه الكبير" ، وقد قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى نيسابور ، وتكاثر عليه الطلبة ، وسمعوا منه كتبه ، وجلبت إلى العراق والشام والنواحي ، واعتنى بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي ، وسمعها من أصحاب البيهقي ، ونقلها إلى دمشق هو وأبو الحسن المرادي .
وبلغنا عن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني قال : ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي ، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه .
قلت : أصاب أبو المعالي ، هكذا هو ، ولو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه ، لكان قادرا على ذلك ، لسعة علومه ، ومعرفته بالاختلاف ، ولهذا تراه يُلَّوح بنصر مسائل مما صح فيها الحديث . ولما سمعوا منه ما أحبوا في قدمته الأخيرة ، مرض ، وحضرت المنية ، فتوفي في عاشر شهر جمادى الأولى ، سنة ثمان وخمسين وأربع مائة فغسل وكفن ، وعمل له تابوت ، فنقل ودفن ببيهق ، وهي ناحية قصبتُها خُسْرَوْجِرد ، هي محتده ، وهي على يومين من نيسابور ، وعاش أربعا وسبعين سنة .
ومن الرواة عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري ، بالإجازة ، وولده إسماعيل بن أحمد ، وحفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد ، وأبو زكريا يحيى بن منده الحافظ ، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وزاهر بن طاهر الشحامي ، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ، وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان ، وعبد الجبار بن محمد الخواري وأخوه عبد الحميد بن محمد الخواري ، وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري النيسابوري ، المتوفي سنة أربعين وخمس مائة ، وطائفة سواهم .
ومات معه الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمة الأصبهاني صاحب ابن المقرئ ، وإمام اللغة أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده وشيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء البغدادي .
أخبرنا الشيخ أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد سماعا ، عن زينب بنت عبد الرحمن ، أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا أبو بكر بن حجة ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا عمرو بن العلاء اليشكري ، عن صالح بن سرج عن عمران بن حطان ، عن عائشة قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة ، فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط غريب جدا .
أخبرنا أحمد بن هبة الله ، أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد ، ومحمد بن عبد الوهاب بن الشيرجي ، وابن غسان قالوا : أخبرنا علي بن الحسن الحافظ ، أخبرنا أبو القاسم المستملي ، أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا ابن الأعرابي ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثني أبو علي المدائني ، حدثنا فطر بن حماد بن واقد ، حدثنا أبي : سمعت مالك بن دينار يقول : يقولون : مالك زاهد ! أي زهد عند مالك وله جبة وكساء ؟ إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز ، أتته الدنيا فاغرة فاها ، فأعرض عنها .
هو الحافظ العلامة ، الثبت ، الفقية ، شيخ الإسلام أبو بكر ; أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي الخراساني . وبيهق : عدة قرى من أعمال نيسابور على يومين منها .
ولد في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة في شعبان .
وسمع وهو ابن خمس عشرة سنة من : أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي ; صاحب أبي حامد بن الشرقي ، وهو أقدم شيخ عنده ، وفاته السماع من أبي نعيم الإسفراييني ; صاحب أبي عوانة ، وروى عنه بالإجازة في البيوع ، وسمع من الحاكم أبي عبد الله الحافظ ، فأكثر جدا ، وتخرج به ، ومن أبي طاهر بن محمش الفقيه ، وعبد الله بن يوسف الأصبهاني ، وأبي علي الروذباري ، وأبي عبد الرحمن السلمي ، وأبي بكر بن فورك المتكلم ، وحمزة بن عبد العزيز المهلبي ، والقاضي أبي بكر الحيري ، ويحيى بن إبراهيم المزكي ، وأبي سعيد الصيرفي ، وعلي بن محمد بن السقا ، وظفر بن محمد العلوي ، وعلي بن أحمد بن عبدان ، وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني الصوفي ، والحسن بن علي المؤملي ، وأبي عمر محمد بن الحسين البسطامي ، ومحمد بن يعقوب الفقيه ، بالطابران وخلق سواهم . ومن أبي بكر محمد بن أحمد بن منصور ، بنوقان . وأبي نصر محمد بن علي الشيرازي ، ومحمد بن محمد بن أحمد بن رجاء الأديب ، وأحمد بن محمد الشاذياخي ، وأحمد بن محمد بن مزاحم الصفار ، وأبي نصر أحمد بن علي بن أحمد الفامي ، وإبراهيم بن محمد الطوسي الفقيه ، وإبراهيم بن محمد بن معاوية العطار ، وإسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ، والحسن بن محمد بن حبيب المفسر ، وسعيد بن محـمد بن محمد بن عبدان ، وأبي الطيب الصعلوكي ، وعبد الله بن محمد المهرجاني وعبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ ، وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه ، وعبيد بن محمد بن مهدي ، وعلي بن محمد بن علي الإسفراييني ، وعلي بن محمد السبعي ، وعلي بن حسن الطهماني ، ومنصور بن الحسين المقرئ ، ومسعود بن محمد الجرجاني ; وهؤلاء العشرون من أصحاب الأصم . وسمع ببغداد من هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، وعلي بن يعقوب الإيادي ، وأبي الحسين بن بشران ، وطبقتهم . وبمكة من الحسن بن أحمد بن فراس ، وغيره . وبالكوفة من جناح بن نذير القاضي ، وطائفة .
وبورك له في علمه ، وصنف التصانيف النافعة ، ولم يكن عنده "سنن النسائي" ، ولا "سنن ابن ماجه" ، ولا "جامع أبي عيسى" ، بلى عنده عن الحاكم وِقْرُ بعيرٍ أو نحو ذلك ، وعنده "سنن أبي داود" عاليا ، وتفقه على ناصر العمري ، وغيره .
وانقطع بقريته مقبلا على الجمع والتأليف ، فعمل "السنن الكبير" في عشر مجلدات ليس لأحد مثله ، وألف كتاب "السنن والآثار" في أربع مجلدات وكتاب "الأسماء والصفات" في مجلدتين وكتاب "المعتقد" مجلد ، وكتاب "البعث" مجلد ، وكتاب "الترغيب والترهيب" مجلد ، وكتاب "الدعوات" مجلد ، وكتاب "الزهد" مجلد ، وكتاب "الخلافيات" ثلاث مجلدات ، وكتاب "نصوص الشافعي" مجلدان ، وكتاب "دلائل النبوة" أربع مجلدات وكتاب "السنن الصغير" مجلد ضخم ، وكتاب "شعب الإيمان" مجلدان وكتاب "المدخل إلى السنن" مجلد ، وكتاب "الآداب" مجلد ، وكتاب "فضائل الأوقات" مجيليد ، وكتاب "الأربعين الكبرى" مجيليد ، وكتاب "الأربعين الصغرى" ، وكتاب "الرؤية" جزء ، وكتاب "الإسراء" وكتاب "مناقب الشافعي" مجلد وكتاب "مناقب أحمد" مجلد ، وكتاب "فضائل الصحابة" مجلد ، وأشياء لا يحضرني ذكرها .
قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل في "تاريخه" : كان البيهقي على سيرة العلماء ، قانعا باليسير ، متجملا في زهده وورعه .
وقال أيضا : هو أبو بكر الفقيه ، الحافظ الأصولي ، الدين الورع ، واحد زمانه في الحفظ ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط ، من كبار أصحاب الحاكم ، ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم ، كتب الحديث ، وحفظه من صباه ، وتفقه وبرع ، وأخذ فن الأصول ، وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز ، ثم صنف ، وتواليفه تقارب ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد ، جمع بين علم الحديث والفقه ، وبيان علل الحديث ، ووجه الجمع بين الأحاديث ، طلب منه الأئمة الانتقال من بيهق إلى نيسابور ، لسماع الكتب ، فأتى في سنة إحدى وأربعين وأربع مائة ، وعقدوا له المجلس لسماع كتاب "المعرفة" وحضره الأئمة .
قال شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن البيهقي : حدثنا أبي قال : حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب -يعني كتاب "المعرفة في السنن والآثار"- وفرغت من تهذيب أجزاء منه ، سمعت الفقيه محمد بن أحمد -وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجمة- يقول : رأيت الشافعي -رحمه الله - في النوم ، وبيده أجزاء من هذا الكتاب ، وهو يقول : قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء -أو قال : قرأتها- . ورآه يعتد بذلك . قال : وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيهٌ آخرُ من إخواني الشافعيَّ قاعدا في الجامع على سرير وهو يقول : قد استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا .
وأخبرنا أبي قال : سمعت الفقيه أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول : سمعت الفقيه محمد بن عبد العزيز المروزي يقول : رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور ، فقلت : ما هذا ؟ قال : هذه تصنيفات أحمد البيهقي . ثم قال شيخ القضاة : سمعت الحكايات الثلاثة من الثلاثة المذكورين .
قلت : هذه رؤيا حق ، فتصانيف البيهقي عظيمة القدر ، غزيرة الفوائد ، قل من جوَّد تواليفه مثل الإمام أبي بكر ، فينبغي للعالم أن يعتني بهؤلاء سيما "سننه الكبير" ، وقد قدم قبل موته بسنة أو أكثر إلى نيسابور ، وتكاثر عليه الطلبة ، وسمعوا منه كتبه ، وجلبت إلى العراق والشام والنواحي ، واعتنى بها الحافظ أبو القاسم الدمشقي ، وسمعها من أصحاب البيهقي ، ونقلها إلى دمشق هو وأبو الحسن المرادي .
وبلغنا عن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني قال : ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي ، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه .
قلت : أصاب أبو المعالي ، هكذا هو ، ولو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه ، لكان قادرا على ذلك ، لسعة علومه ، ومعرفته بالاختلاف ، ولهذا تراه يُلَّوح بنصر مسائل مما صح فيها الحديث . ولما سمعوا منه ما أحبوا في قدمته الأخيرة ، مرض ، وحضرت المنية ، فتوفي في عاشر شهر جمادى الأولى ، سنة ثمان وخمسين وأربع مائة فغسل وكفن ، وعمل له تابوت ، فنقل ودفن ببيهق ، وهي ناحية قصبتُها خُسْرَوْجِرد ، هي محتده ، وهي على يومين من نيسابور ، وعاش أربعا وسبعين سنة .
ومن الرواة عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري ، بالإجازة ، وولده إسماعيل بن أحمد ، وحفيده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد ، وأبو زكريا يحيى بن منده الحافظ ، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وزاهر بن طاهر الشحامي ، وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ، وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان ، وعبد الجبار بن محمد الخواري وأخوه عبد الحميد بن محمد الخواري ، وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري النيسابوري ، المتوفي سنة أربعين وخمس مائة ، وطائفة سواهم .
ومات معه الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمة الأصبهاني صاحب ابن المقرئ ، وإمام اللغة أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده وشيخ الحنابلة القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء البغدادي .
أخبرنا الشيخ أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد سماعا ، عن زينب بنت عبد الرحمن ، أخبرنا محمد بن إسماعيل الفارسي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أخبرنا أبو بكر بن حجة ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا عمرو بن العلاء اليشكري ، عن صالح بن سرج عن عمران بن حطان ، عن عائشة قالت : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة ، فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط غريب جدا .
أخبرنا أحمد بن هبة الله ، أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد ، ومحمد بن عبد الوهاب بن الشيرجي ، وابن غسان قالوا : أخبرنا علي بن الحسن الحافظ ، أخبرنا أبو القاسم المستملي ، أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا ابن الأعرابي ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثني أبو علي المدائني ، حدثنا فطر بن حماد بن واقد ، حدثنا أبي : سمعت مالك بن دينار يقول : يقولون : مالك زاهد ! أي زهد عند مالك وله جبة وكساء ؟ إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز ، أتته الدنيا فاغرة فاها ، فأعرض عنها .
- فلسطينية وافتخرصقر نشيط
- عدد المشاركات : 145
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
رد: البيهقي
الخميس أبريل 19, 2012 6:38 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى