سفيان بن عيينة رحمه الله
الثلاثاء أبريل 03, 2012 10:03 am
سفيان بن عيينة ابن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم ، أخي الضحاك بن مزاحم الإمام الكبير حافظ العصر ، شيخ الإسلام أبو محمد الهلالي الكوفي ، ثم المكي .
مولده : بالكوفة في سنة سبع ومائة .
وطلب الحديث ، وهو حدث ، بل غلام ، ولقي الكبار ، وحمل عنهم علما جمًّا ، وأتقن ، وجوّد ، وجمع وصنّف ، وعمّر دهرا ، وازدحم الخلق عليه ، وانتهى إليه علو الإسناد ، ورحل إليه من البلاد ، وألحق الأحفاد بالأجداد .
سمع في سنة تسع عشرة ومائة ، وسنة عشرين ، وبعد ذلك ، فسمع من عمرو بن دينار ، وأكثر عنه ، ومن زياد بن علاقة ، والأسود بن قيس ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وابن شهاب الزهري ، وعاصم بن أبي النّجُود ، وأبي إسحاق السبيعي ، وعبد الله بن دينار ، وزيد بن أسلم ، وعبد الملك بن عمير ، ومحمد بن المنكدر ، وأبي الزبير ، وحصين بن عبد الرحمن ، وسالم أبي النضر ، وشبيب بن غرقدة ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعبد الكريم الجزري ، وعطاء بن السائب ، وأيوب السختياني ، والعلاء بن عبد الرحمن ، وقاسم الرجال ، ومنصور بن المعتمر ، ومنصور بن صفية الحجبي ، ويزيد بن أبي زياد ، وهشام بن عروة ، وحميد الطويل ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبي يعفور العبدي ، وابن عجلان ، وابن أبي ليلى ، وسليمان الأعمش ، وموسى بن عقبة، وسهيل بن أبي صالح ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وأمية بن صفوان الجمحي ، وجامع بن أبي راشد ، وحكيم بن جبير ، وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة ، وصالح مولى التوأمة -وقال : سمعت منه ولعابه يسيل- وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، وعبد العزيز بن رفيع ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وإسماعيل بن محمد بن سعد ، وأيوب بن موسى ، وبرد بن سنان ، وبكر بن وائل ، وبيان بن بشر، وسالم بن أبي حفصة ، وأبى حازم الأعرج ، وسمي مولى أبي صالح، وصدقة بن يسار ، وصفوان بن سليم ، وعاصم بن كليب الجرمي ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وعبد الله بن طاووس ، وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن السائب بن بركة ، ويزيد بن يزيد بن جابر الدمشقي ، ويونس بن عبيد ، وسفيان ، وشعبة ، وزياد بن سعد ، وزائدة بن قدامة ، وخلق كثير ، وتفرد بالرواية عن خلق من الكبار .
حدث عنه : الأعمش، وابن جريج ، وشعبة -وهؤلاء من شيوخه- وهمام بن يحيى ، والحسن بن حي ، وزهير بن معاوية ، وحماد بن زيد ، لأبراهيم بن سعد ، وأبو إسحاق الفزاري ، ومعتمر بن سليمان ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى القطان ، والشافعي ، وعبد الرزاق ، والحميدي ، وسعيد بن منصور ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وإبراهيم بن بشار الرمادي ، وأحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو جعفر النفيلي ، وأبو كريب ، ومحمد بن المثنى ، وعمرو بن علي الفلاس ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وعمرو بن محمد الناقد ، وأحمد بن منيع ، وإسحاق بن منصور الكوسج ، وزهير بن حرب ، ويونس بن عبد الأعلى ، والحسن بن محمد الزعفراني ، والحسن بن الصباح البزار ، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، ومحمد بن عاصم الثقفي ، وعلي بن حرب ، وسعدان بن نصر ، وزكريا بن يحيى المَرْوَزي ، وبشر بن مطر ، والزبير بن بكار ، وأحمد بن شيبان الرملي ، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني ، وأمم سواهم ، خاتمهم في الدنيا شيخ مكي يقال له: أبو نصر اليسع بن زيد الزينبي ، عاش إلى سنة اثنتين وثمانين ومائتين . وما هو بالقوي . ولقد كان خلق من طلبة الحديث يتكلفون الحج ، وما المحرك لهم سوى لقي سفيان بن عيينة ، لإمامته وعلو إسناده . وجاور عنده غير واحد من الحفاظ . ومن كبار أصحابه المكثرين عنه : الحميدي ، والشافعي ، وابن المديني ، وأحمد ، وإبراهيم الرمادي .
قال الإمام الشافعي . لولا مالك وسفيان بن عيينة ، لذهب علم الحجاز .
وعنه قال : وجدت أحاديث الأحكام كلها عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث ، ووجدتها كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا . فهذا يوضح لك سعة دائرة سفيان في العلم ، وذلك لأنه ضم أحاديث العراقيين إلى أحاديث الحجازيين . وارتحل ولقي خلقا كثيرا ما لقيهم مالك . وهما نظيران في الإتقان ، ولكن مالكا أجل وأعلى ، فعنده نافع وسعيد المقبري .
قال عبد الرحمن بن مهدي : كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز .
وقال أبو عيسى الترمذي : سمعت محمدا -يعني البخاري- يقول : ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد .
قال حرملة : سمعت الشافعي يقول : ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة ، وما رأيت أكف عن الفتيا منه . قال : وما رأيت أحدا أحسن تفسيرا للحديث منه .
قال عبد الله بن وهب : لا أعلم أحدا أعلم بتفسير القرآن من ابن عيينة ، وقال : أحمد بن حنبل أعلم بالسنن من سفيان .
قال وكيع : كتبنا عن ابن عيينة أيام الأعمش .
قال علي بن المديني : ما في أصحاب الزهري أحد أتقن من سفيان بن عيينة .
قال ابن عيينة : حج بي أبي وعطاء بن أبي رباح حي .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان ابن عيينة ثبتا في الحديث ; وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف ، ولم تكن له كتب .
قال بَهْز بن أسد : ما رأيت مثل سفيان بن عيينة . فقيل له : ولا شعبة ؟ قال : ولا شعبة .
قال يحيى بن معين : هو أثبت الناس في عمرو بن دينار .
وقال ابن مهدي : عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ، ما لم يكن عند سفيان الثوري .
أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا جعفر بن علي ، أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار ، أخبرنا أبو يعلى الخليلي ، سمعت علي بن أحمد بن صالح المقرئ ، سمعت الحسن بن علي الطوسي ، سمعت محمد بن إسماعيل السلمي ، سمعت البويطي ، سمعت الشافعي يقول : أصول الأحكام نيف وخمس مائة حديث ، كلها عند مالك إلا ثلاثين حديثا ، وكلها عند ابن عيينة إلا ستة أحاديث . رواته ثقات .
القاضي أبوالعلاء الواسطي ، مما سمعته منه ، الخطيب ، أنبأنا عبد الله بن موسى السلامي ، سمعت عمار بن علي اللوري ، سمعت أحمد بن النضر الهلالي ، سمعت أبي يقول : كنت في مجلس سفيان بن عيينة ، فنظر إلى صبي ، فكأن أهل المسجد تهاونوا به لصغره ، فقال سفيان : كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ثم قال : يا نضر لو رأيتني ولي عشر سنين ، طولي خمسة أشبار ، ووجهي كالدينار ، وأنا كشعلة نار ، ثيابي صغار ، وأكمامي قصار ، وذيلي بمقدار ، ونعلي كأذان الفار ، أختلف إلى علماء الأمصار ، كالزهري ، وعمرو بن دينار ، أجلس بينهم كالمسمار ، محبرتي كالجوزة ، ومقلمتي كالموزة ، وقلمي كاللوزة ، فإذا أتيت قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير ، ثم ضحك . في صحة هذا نظر ، وإنما سمع من المذكورين وهو ابن خمس عشرة سنة أو أكثر .
قال أحمد بن حنبل : دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة -يعني أمير اليمن- ولم يكن سفيان تلطخ بعد بشيء من أمر السلطان ، فجعل يعظه.
قال علي بن حرب الطائي : سمعت أبي يقول : أحب أن تكون لي جارية في غُنْجِ سفيان بن عيينة إذا حدَّث .
قال رباح بن خالد الكوفي : سألت ابن عيينة فقلت : يا أبا محمد ، إن أبا معاوية يحدث عنك بشيء ليس تحفظه اليوم ، وكذلك وكيع ، فقال : صدقهم ، فإني كنت قبل اليوم أحفظ مني اليوم .
قال محمد بن المثنى العنزي : سمعت ابن عيينة يقول ذلك لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة .
قال حامد بن يحيى البلخي : سمعت ابن عيينة يقول : رأيت كأن أسناني سقطت ، فذكرت ذلك للزهري ، فقال : تموت أسنانك ، وتبقى أنت . قال : فمات أسناني وبقيت أنا ، فجعل الله كل عدو لي محدثا .
قلت : قال هذا من شدة ما كان يلقى من ازدحام أصحاب الحديث عليه حتى يبرموه .
قال غياث بن جعفر : سمعت ابن عيينة يقول : أول من أسندني إلى الأسطوانة ، مِسْعَر بن كدام ، فقلت له : إني حدَث . قال : إن عندك الزهري ، وعمرو بن دينار .
قال أبو محمد الرامهرمزي : حدثنا موسى بن زكريا ، حدثنا زياد بن عبد الله بن خزاعي ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : كان أبي صيرفيا بالكوفة ، فركبه دَين فحملنا إلى مكة ، فصرت إلى المسجد ، فإذا عمرو بن دينار ، فحدثني بثمانية أحاديث ، فأمسكت له حماره حتى صلى ، وخرح ، فعرضت الأحاديث عليه ، فقال : بارك الله فيك .
وروى أبو مسلم المستملي : قال ابن عيينة : سمعت من عمرو ما لَبِثَ نوح في قومه -يعني تسع مائة وخمسين سنة . قال مجاهد بن موسى : سمعت ابن عيينة يقول : ما كتبت شيئا إلا حفظته قبل أن أكتبه .
قال ابن المبارك : سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة ، فقال : ذاك أحدُ الأحدين ما أغربه .
وقال ابن المديني : قال لي يحيى القطان . ما بقي من معلمي أحد غير سفيان بن عيينة ، وهو إمام منذ أربعين سنة .
وقال علي : سمعت بشر بن المفضل يقول : ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة . وحكى حرملة بن يحيى أن ابن عيينة قال له -وأراه خبز شعير- : هذا طعامي منذ ستين سنة .
الحميدي ، سمع سفيان يقول : لا تدخل هذه المحابر بيت رجل إلا أشقى أهله وولده .
وقال سفيان مرّة لرجل : ما حرفتك ؟ قال : طلب الحديث . قال : بشر أهلك بالإفلاس .
وروى علي بن الجعد عن ابن عيينة قال : من زيد في عقله ، نقص من رزقه .
ونقل سنيد بن داود عن ابن عيينة قال : من كانت معصيته في الشهوة فارج له ، ومن كانت معصيته في الكبر ، فاخش عليه ، فإن آدم عصى مشتهيا ، فغفر له ، وإبليس عصى متكبرا فلعن . ومن كلام ابن عيينة قال : الزهد : الصبر وارتقاب الموت . وقال : العلم إذا لم ينفعك ضرك .
قال عثمان بن زائدة : قلت لسفيان الثوري : ممن نسمع ؟ قال : عليك بابن عيينة وزائدة .
قال نعيم بن حماد : ما رأيت أحدا أجمع لمتفرق من سفيان بن عيينة .
وقال علي بن نصر الجهضمي : حدثنا شعبة بن الحجاح قال : رأيت ابن عيينة غلاما ، معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار ، وفي أذنه قرط ، أو قال : شَنْف .
وقال ابن المديني : سمعت ابن عيينة يقول : جالست عبد الكريم الجَزَري سنتين ، وكان يقول لأهل بلده : انظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني .
قال ذؤيب بن عمامة السهمي : سمعت ابن عيينة يقول : سمعت من صالح مولى التوأمة هكذا وهكذا ، وأشار بيديه - يعني كثرة - سمعت منه ، ولعابه يسيل ، فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : فلا نعلمه روى عنه شيئا ، كان منتقدا للرواة .
قال علي : سمعت سفيان يقول : عمرو بن دينار أكبر من الزهري ، سمع من جابر ، وما سمع الزهري منه .
قال أحمد بن سلمة النيسابوري : حدثنا سليمان بن مطر ، قال : كنا على باب سفيان بن عيينة ، فاستأذنا عليه ، فلم يأذن لنا ، فقلنا : ادخلوا حتى نهجم عليه ، قال : فكسرنا بابه ، ودخلنا وهو جالس ، فنظر إلينا ، فقال : سبحان الله ، دخلتم داري بغير إذني ، وقد حدثنا الزهري عن سهل بن سعد أن رجلا اطلع في جحر ، من باب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومع النبي -صلى الله عليه وسلم- مدرى يحك به رأسه فقال : لو علمت أنك تنظرني لطعنت بها في عينك ، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر .
قال : فقلنا له : ندمنا يا أبا محمد . فقال: ندمتم ؟ حدثنا عبد الكريم الجزري عن زياد، عن عبد الله بن معقل ، عن عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : الندم توبة . اخرجوا فقد أخدتم رأس مال ابن عيينة .
سليمان هذا هو أخو قتادة بن مطر ، صدوق إن شاء الله . وزياد المذكور في الحديث هو ابن أبي مريم .
قال محمد بن يوسف الفريابي : كنت أمشي مع ابن عيينة ، فقال لي : يا محمد ، ما يزهدني فيك إلا طلب الحديث . قلت : فأنت يا أبا محمد ، أي شيء كنت تعمل إلا طلب الحديث ؟ فقال : كنت إذ ذاك صبيا لا أعقل . قلت : إذا كان مثل هذا الإمام يقول هذه المقالة في زمن التابعين أو بعدهم بيسير ، وطلب الحديث مضبوط بالاتفاق ، والأخذ عن الأثبات الأئمة ، فكيف لو رأى سفيان -رحمه الله- طلبة الحديث في وقتنا ، وما هم عليه من الهَنَات والتخبيط ، والأخذ عن جهلة بني آدم ، وتسميع ابن شهر . أمـا الخيام فإنها كخيامهـم
وأرى نساء الحي غير نسائهـا
قال عبد الرحمن بن يونس : حدثنا ابن عيينة قال : أول من جالست عبد الكريم أبو أمية وأنا ابن خمس عشرة سنة . قال : وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة .
قال يحيى بن آدم : ما رأيت أحدا يختبر الحديث إلا ويخطئ ، إلا سفيان بن عيينة .
قال أحمد بن زهير : حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي ، حدثنا سفيان قال : قال حماد بن أبي سليمان ، ولم أسمعه منه : إذا قال لامرأته : أنت طالق ، أنت طالق ، أنت طالق ، بانت بالأولى ، وبطلت الثنتان .
قال سفيان : رأيت حمادا قد جاء إلى طبيب على فرس .
قال أبو حاتم الرازي : سفيان بن عيينة إمام ثقة ، كان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة ، قال : وأثبت أصحاب الزهري ، هو ومالك .
وقال عبد الرزاق : ما رأيت بعد ابن جريج مثل ابن عيينة في حسن المنطق .
وروى إسحاق الكوسج عن يحيى : ثقة . وعن ابن عيينة قال : الورع طلب العلم الذي به يعرف الورع . روى سليمان بن أيوب ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : شهدت ثمانين موقفا .
ويروى أن سفيان كان يقول في كل موقف : اللهم لا تجعله آخر العهد منك ، فلما كان العام الذي مات فيه لم يقل شيئا . وقال : قد استحييت من الله -تعالى . وقد كان لسفيان عدة إخوة ، منهم : عمران بن عيينة ، وإبراهيم بن عيينة ، وآدم بن عيينة ، ومحمد بن عيينة . فهؤلاء قد رووا الحديث . وقد كان سفيان مشهورا بالتدليس ، عمد إلى أحاديث رفعت إليه من حديث الزهري ، فيحذف اسم من حدّثه ، ويدلسها ، إلا أنه لا يدلس إلا عن ثقة عنده .
فأما ما بلغنا عن يحيى بن سعيد القطان ، أنه قال : اشهدوا أن ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة ، فهذا منكر من القول ، ولا يصح ، ولا هو بمستقيم ، فإن يحيى القطان مات في صفر من سنة ثمان وتسعين مع قدوم الوفد من الحج . فمن الذي أخبره باختلاط سفيان ، ومتى لحق أن يقول هذا القول وقد بلغت التراقي ؟
وسفيان حجة مطلقا ، وحديثه في جميع دواوين الإسلام ، ووقع لي كثير من عواليه ، بل وعند عبد الرحمن سبط الحافظ السلفي من عواليه جملة صالحة . منها : جزء ابن عيينة ، رواية المروزي عنه ، وفي جزء علي بن حرب رواية العبادان ، وجزآن لعلي بن حرب ، رواية نافلته أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر الطائي ، وفي "الثقفيات" وغير ذلك . وقد جمع عوالي ابن عيينة : أبو عبد الله بن منده ، وأبو عبد الله الحاكم ، وبعدهما أبو إسحاق الحبال . وكان سفيان -رحمه الله- صاحب سنة واتباع . قال الحافظ بن أبي حاتم : حدثنا محمد بن الفضل بن موسى ، حدثنا محمد بن منصور الجواز ، قال : رأيت سفيان بن عيينة سأله رجل : ما تقول في القرآن ؟ قال : كلام الله ، منه خرج ، وإليه يعود .
وقال محمد بن إسحاق الصاغاني : حدثنا لوين ، قال : قيل لابن عيينة : هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية ؟ قال : حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه .
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي : حدثني أحمد بن نصر قال : سألت ابن عيينة وجعلت ألحّ عليه ، فقال : دعني أتنفس . فقلت : كيف حديث عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : إن الله يحمل السماوات على إصبع . وحديث : إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن . وحديث : إن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق . فقال سفيان : هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف .
أبو عمر بن حيويه : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار ; حدثنا عمر بن شبة ، حدثني عبيد بن جناد ، سمعت ابن عيينة ، وسألوه أن يحدث فقال : ما أراكم للحديث موضعا ، ولا أراني أن يؤخذ عني أهلا ، وما مثلي ومثلكم إلا ما قال الأول : افتضحوا فاصطلحوا .
قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت ابن عيينة يقول : من عمل بما يعلم ، كفي ما لم يعلم .
وعن سفيان بن عيينة قال : من رأى أنه خير من غيره فقد استكبر ، ثم ذكر إبليس .
وقال أحمد بن أبي الحواري : قلت لسفيان بن عيينة : ما الزهد في الدنيا ؟ قال : إذا أُنعم عليه فشكر ، وإذا ابتلي ببلية فصبر ، فذلك الزهد .
قال علي بن المديني : كان سفيان إذا سئل عن شيء يقول : لا أحسن . فنقول : من نسأل ؟ فيقول : سل العلماء ، وسل الله التوفيق .
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري : سمعت ابن عيينة يقول : الإيمان قول وعمل ; يزيد وينقص .
الطبراني : حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي : قيل لسفيان بن عيينة : إن بشرا المريسي يقول : إن الله لا يُرى يوم القيامة . فقال : قاتل الله الدويبة ، ألم تسمع إلى قوله -تعالى- : كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فإذا احتجب عن الأولياء والأعداء ، فأي فضل للأولياء على الأعداء ؟
وقال أبو العباس السراج في "تاريخه" : حدثنا عباس بن أبي طالب ، حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن عفان ، سمعت ابن عيينة في السنة التي أخذوا فيها بشرا المريسي بمنى ، فقام سفيان في المجلس مغضبا ، فقال : لقد تكلموا في القدر والاعتزال ، وأمرنا باجتناب القوم ، رأينا علماءنا ، هذا عمرو بن دينار ، وهذا محمد بن المنكدر ، حتى ذكر أيوب بن موسى ، والأعمش ، ومسعرا ، ما يعرفونه إلا كلام الله ، ولا نعرفه إلا كلام الله ، فمن قال غير ذا فعليه لعنة الله مرتين ، فما أشبه هذا بكلام النصارى ، فلا تجالسوهم .
قال المسيب بن واضح : سئل ابن عيينة عن الزهد : قال : الزهد فيما حرم الله . فأما ما أحل الله ، فقد أباحكه الله ، فإن النبيين قد نكحوا ، وركبوا ، ولبسوا ، وأكلوا ، لكن الله نهاهم عن شيء ، فانتهوا عنه ، وكانوا به زهادا . وعن ابن عيينة قال : إنما كان عيسى ابن مريم لا يريد النساء ، لأنه لم يخلق من نطفة .
قال أحمد بن حنبل : حدثنا سفيان قال : لم يكن أحد فيما نعلم أشد تشبها بعيسى ابن مريم من أبي ذر .
وروى علي بن حرب ، سمعت سفيان بن عيينة في قوله : وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ قال : الصالحون : هم أصحاب الحديث .
وروى أحمد بن زيد بن هارون ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، سمعت ابن عيينة يقول : أنا أحق بالبكاء من الحطيئة ، هو يبكي على الشعر ، وأنا أبكي على الحديث .
قال شيخ الإسلام عقيب هذا : أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث ، لأنه اختلط قبل موته بسنة . قلت : هذا لا نسلمه فأين إسنادك به ؟
أخبرنا أحمد بن سلامة الحداد في كتابه ، أنبأنا مسعود الجمال وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا محمد بن عاصم الثقفي ، سمعت سفيان بن عيينة سنة سبع وتسعين يقول : عاصم ، عن زر قال : أتيت صفوان بن عسال فقال : ما جاء بك ؟ قلت : جئت ابتغاء العلم ، قال : فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب قلت : حك في نفسي أو صدري مسح على الخفين بعد الغائط والبول ، فهل سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك شيئا ؟ قال : نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا ، أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ، ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ، لكن من غائط أو بول أو نوم .
قلت : هل سمعته يذكرالهوى ؟ قال : نعم : بينا نحن معه -صلى الله عليه وسلم- في مسير ، إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري ، فقال : يا محمد ، فأجابه على نحو من كلامه : هاؤم ، قال : أرأيت رجلا أحب قوما ولما يلحق بهم ؟ قال : المرء مع من أحب ، ثم أنشأ يحدثنا : أن من قبل المغرب بابا يفتح الله للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة ، فلا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من قبله ، وذلك قوله تعالى : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ الآية .
وبه ، قال ابن عاصم : سمعت من ابن عيينة ، وأنا محرم لبعض النساء ، ومن حج بعدي لم يره ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة .
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر ، أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد ، أخبرنا عمِّي محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمس مائة ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، إملاء ، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، حدثنا ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها ، وخرج من أسفلها أخرجه الشيخان ، وأبو داود والترمذي والنسائي .
أخبرنا أحمد بن إسحاق المصري ، أخبرنا أحمد بن يوسف ، والفتح بن عبد السلام قالا : أخبرنا محمد بن عمر القاضي ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز ، أخبرنا علي بن عمر السكَّري ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي سنة ثلاث وثلاث مائة ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا ابن عيينة ، عن حميد الأعرج ، عن سليمان بن عتيق ، عن جابر بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بوضْع الجوائح ، ونهى عن بيع السِّنين أخرجه أبو داود عن يحيى .
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشرة وست مائة ، أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء ، أخبرنا علي بن أحمد البندار ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن زيد بن ثابت : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخص في العَرَايا .
أخبرنا عبد الحافط بن بدران بنابلس ، أخبرنا الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد المقدسي في سنة خمس عشرة وست مائة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، وكتب إليّ عبد الرحمن بن محمد الفقيه وجماعة ، أن القاضي أبا القاسم عبدالصمد بن محمد الأنصاري ، أخبرهم في سنة عشر وست مائة قال : أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، قالا : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري ، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي ، حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الكاتب ، حدثنا بشر بن مطر ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن إبراهيم بن أبي بكر ، عن مجاهد في قوله عز وجل : لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ قال : ذلك في الضيافة ، إذا أتيت رجلا فلم يضفك ، فقد رخَّص لك أن تقول .
قال ابن داود في كتاب "الشريعة" : حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ، حدثنا ابن أبي بزة ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : لو صليت خلف من يقرأ بقراءة حمزة أعدتُ . وثبت مثل هذا عن ابن مهدي ، وعن حماد بن زيد نحوه .
وقال محمد بن عبد الله الحويطبي : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : قراءة حمزة بدعة .
قلت : مرادهم بذلك ما كان من قبيل الأداء ، كالسكت ، والإضجاع في نحو شاء وجاء ، وتغيير الهمز ، لا ما في قراءته من الحروف . هذا الذي يظهر لي ، فإن الرجل حجة ثقة فيما ينقل .
قال محمود بن والان : سمعت عبد الرحمن بن بشر ، سمعت ابن عيينة يقول : غضَبُ اللهِ الداءُ الذي لا دواء له ، ومن استغنى بالله أحوج الله إليه الناس .
قال الحسين بن محمد القباني : حدثني عبد الرحمن بن بشر ، قال سمعت ابن عيينة عشية السبت نصف شعبان سنة ست وتسعين ومائة يقول : كمل لي في هذا اليوم تسع وثمانون سنة . ولدت للنصف من شعبان سنة سبع ومائة قلت : عاش إحدى وتسعين سنة.
مولده : بالكوفة في سنة سبع ومائة .
وطلب الحديث ، وهو حدث ، بل غلام ، ولقي الكبار ، وحمل عنهم علما جمًّا ، وأتقن ، وجوّد ، وجمع وصنّف ، وعمّر دهرا ، وازدحم الخلق عليه ، وانتهى إليه علو الإسناد ، ورحل إليه من البلاد ، وألحق الأحفاد بالأجداد .
سمع في سنة تسع عشرة ومائة ، وسنة عشرين ، وبعد ذلك ، فسمع من عمرو بن دينار ، وأكثر عنه ، ومن زياد بن علاقة ، والأسود بن قيس ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وابن شهاب الزهري ، وعاصم بن أبي النّجُود ، وأبي إسحاق السبيعي ، وعبد الله بن دينار ، وزيد بن أسلم ، وعبد الملك بن عمير ، ومحمد بن المنكدر ، وأبي الزبير ، وحصين بن عبد الرحمن ، وسالم أبي النضر ، وشبيب بن غرقدة ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعبد الكريم الجزري ، وعطاء بن السائب ، وأيوب السختياني ، والعلاء بن عبد الرحمن ، وقاسم الرجال ، ومنصور بن المعتمر ، ومنصور بن صفية الحجبي ، ويزيد بن أبي زياد ، وهشام بن عروة ، وحميد الطويل ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبي يعفور العبدي ، وابن عجلان ، وابن أبي ليلى ، وسليمان الأعمش ، وموسى بن عقبة، وسهيل بن أبي صالح ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وأمية بن صفوان الجمحي ، وجامع بن أبي راشد ، وحكيم بن جبير ، وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة ، وصالح مولى التوأمة -وقال : سمعت منه ولعابه يسيل- وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، وعبد العزيز بن رفيع ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وإسماعيل بن محمد بن سعد ، وأيوب بن موسى ، وبرد بن سنان ، وبكر بن وائل ، وبيان بن بشر، وسالم بن أبي حفصة ، وأبى حازم الأعرج ، وسمي مولى أبي صالح، وصدقة بن يسار ، وصفوان بن سليم ، وعاصم بن كليب الجرمي ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وعبد الله بن طاووس ، وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن السائب بن بركة ، ويزيد بن يزيد بن جابر الدمشقي ، ويونس بن عبيد ، وسفيان ، وشعبة ، وزياد بن سعد ، وزائدة بن قدامة ، وخلق كثير ، وتفرد بالرواية عن خلق من الكبار .
حدث عنه : الأعمش، وابن جريج ، وشعبة -وهؤلاء من شيوخه- وهمام بن يحيى ، والحسن بن حي ، وزهير بن معاوية ، وحماد بن زيد ، لأبراهيم بن سعد ، وأبو إسحاق الفزاري ، ومعتمر بن سليمان ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى القطان ، والشافعي ، وعبد الرزاق ، والحميدي ، وسعيد بن منصور ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وإبراهيم بن بشار الرمادي ، وأحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو جعفر النفيلي ، وأبو كريب ، ومحمد بن المثنى ، وعمرو بن علي الفلاس ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وعمرو بن محمد الناقد ، وأحمد بن منيع ، وإسحاق بن منصور الكوسج ، وزهير بن حرب ، ويونس بن عبد الأعلى ، والحسن بن محمد الزعفراني ، والحسن بن الصباح البزار ، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، ومحمد بن عاصم الثقفي ، وعلي بن حرب ، وسعدان بن نصر ، وزكريا بن يحيى المَرْوَزي ، وبشر بن مطر ، والزبير بن بكار ، وأحمد بن شيبان الرملي ، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني ، وأمم سواهم ، خاتمهم في الدنيا شيخ مكي يقال له: أبو نصر اليسع بن زيد الزينبي ، عاش إلى سنة اثنتين وثمانين ومائتين . وما هو بالقوي . ولقد كان خلق من طلبة الحديث يتكلفون الحج ، وما المحرك لهم سوى لقي سفيان بن عيينة ، لإمامته وعلو إسناده . وجاور عنده غير واحد من الحفاظ . ومن كبار أصحابه المكثرين عنه : الحميدي ، والشافعي ، وابن المديني ، وأحمد ، وإبراهيم الرمادي .
قال الإمام الشافعي . لولا مالك وسفيان بن عيينة ، لذهب علم الحجاز .
وعنه قال : وجدت أحاديث الأحكام كلها عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث ، ووجدتها كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا . فهذا يوضح لك سعة دائرة سفيان في العلم ، وذلك لأنه ضم أحاديث العراقيين إلى أحاديث الحجازيين . وارتحل ولقي خلقا كثيرا ما لقيهم مالك . وهما نظيران في الإتقان ، ولكن مالكا أجل وأعلى ، فعنده نافع وسعيد المقبري .
قال عبد الرحمن بن مهدي : كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز .
وقال أبو عيسى الترمذي : سمعت محمدا -يعني البخاري- يقول : ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد .
قال حرملة : سمعت الشافعي يقول : ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة ، وما رأيت أكف عن الفتيا منه . قال : وما رأيت أحدا أحسن تفسيرا للحديث منه .
قال عبد الله بن وهب : لا أعلم أحدا أعلم بتفسير القرآن من ابن عيينة ، وقال : أحمد بن حنبل أعلم بالسنن من سفيان .
قال وكيع : كتبنا عن ابن عيينة أيام الأعمش .
قال علي بن المديني : ما في أصحاب الزهري أحد أتقن من سفيان بن عيينة .
قال ابن عيينة : حج بي أبي وعطاء بن أبي رباح حي .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان ابن عيينة ثبتا في الحديث ; وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف ، ولم تكن له كتب .
قال بَهْز بن أسد : ما رأيت مثل سفيان بن عيينة . فقيل له : ولا شعبة ؟ قال : ولا شعبة .
قال يحيى بن معين : هو أثبت الناس في عمرو بن دينار .
وقال ابن مهدي : عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ، ما لم يكن عند سفيان الثوري .
أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا جعفر بن علي ، أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار ، أخبرنا أبو يعلى الخليلي ، سمعت علي بن أحمد بن صالح المقرئ ، سمعت الحسن بن علي الطوسي ، سمعت محمد بن إسماعيل السلمي ، سمعت البويطي ، سمعت الشافعي يقول : أصول الأحكام نيف وخمس مائة حديث ، كلها عند مالك إلا ثلاثين حديثا ، وكلها عند ابن عيينة إلا ستة أحاديث . رواته ثقات .
القاضي أبوالعلاء الواسطي ، مما سمعته منه ، الخطيب ، أنبأنا عبد الله بن موسى السلامي ، سمعت عمار بن علي اللوري ، سمعت أحمد بن النضر الهلالي ، سمعت أبي يقول : كنت في مجلس سفيان بن عيينة ، فنظر إلى صبي ، فكأن أهل المسجد تهاونوا به لصغره ، فقال سفيان : كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ثم قال : يا نضر لو رأيتني ولي عشر سنين ، طولي خمسة أشبار ، ووجهي كالدينار ، وأنا كشعلة نار ، ثيابي صغار ، وأكمامي قصار ، وذيلي بمقدار ، ونعلي كأذان الفار ، أختلف إلى علماء الأمصار ، كالزهري ، وعمرو بن دينار ، أجلس بينهم كالمسمار ، محبرتي كالجوزة ، ومقلمتي كالموزة ، وقلمي كاللوزة ، فإذا أتيت قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير ، ثم ضحك . في صحة هذا نظر ، وإنما سمع من المذكورين وهو ابن خمس عشرة سنة أو أكثر .
قال أحمد بن حنبل : دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة -يعني أمير اليمن- ولم يكن سفيان تلطخ بعد بشيء من أمر السلطان ، فجعل يعظه.
قال علي بن حرب الطائي : سمعت أبي يقول : أحب أن تكون لي جارية في غُنْجِ سفيان بن عيينة إذا حدَّث .
قال رباح بن خالد الكوفي : سألت ابن عيينة فقلت : يا أبا محمد ، إن أبا معاوية يحدث عنك بشيء ليس تحفظه اليوم ، وكذلك وكيع ، فقال : صدقهم ، فإني كنت قبل اليوم أحفظ مني اليوم .
قال محمد بن المثنى العنزي : سمعت ابن عيينة يقول ذلك لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة .
قال حامد بن يحيى البلخي : سمعت ابن عيينة يقول : رأيت كأن أسناني سقطت ، فذكرت ذلك للزهري ، فقال : تموت أسنانك ، وتبقى أنت . قال : فمات أسناني وبقيت أنا ، فجعل الله كل عدو لي محدثا .
قلت : قال هذا من شدة ما كان يلقى من ازدحام أصحاب الحديث عليه حتى يبرموه .
قال غياث بن جعفر : سمعت ابن عيينة يقول : أول من أسندني إلى الأسطوانة ، مِسْعَر بن كدام ، فقلت له : إني حدَث . قال : إن عندك الزهري ، وعمرو بن دينار .
قال أبو محمد الرامهرمزي : حدثنا موسى بن زكريا ، حدثنا زياد بن عبد الله بن خزاعي ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : كان أبي صيرفيا بالكوفة ، فركبه دَين فحملنا إلى مكة ، فصرت إلى المسجد ، فإذا عمرو بن دينار ، فحدثني بثمانية أحاديث ، فأمسكت له حماره حتى صلى ، وخرح ، فعرضت الأحاديث عليه ، فقال : بارك الله فيك .
وروى أبو مسلم المستملي : قال ابن عيينة : سمعت من عمرو ما لَبِثَ نوح في قومه -يعني تسع مائة وخمسين سنة . قال مجاهد بن موسى : سمعت ابن عيينة يقول : ما كتبت شيئا إلا حفظته قبل أن أكتبه .
قال ابن المبارك : سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة ، فقال : ذاك أحدُ الأحدين ما أغربه .
وقال ابن المديني : قال لي يحيى القطان . ما بقي من معلمي أحد غير سفيان بن عيينة ، وهو إمام منذ أربعين سنة .
وقال علي : سمعت بشر بن المفضل يقول : ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة . وحكى حرملة بن يحيى أن ابن عيينة قال له -وأراه خبز شعير- : هذا طعامي منذ ستين سنة .
الحميدي ، سمع سفيان يقول : لا تدخل هذه المحابر بيت رجل إلا أشقى أهله وولده .
وقال سفيان مرّة لرجل : ما حرفتك ؟ قال : طلب الحديث . قال : بشر أهلك بالإفلاس .
وروى علي بن الجعد عن ابن عيينة قال : من زيد في عقله ، نقص من رزقه .
ونقل سنيد بن داود عن ابن عيينة قال : من كانت معصيته في الشهوة فارج له ، ومن كانت معصيته في الكبر ، فاخش عليه ، فإن آدم عصى مشتهيا ، فغفر له ، وإبليس عصى متكبرا فلعن . ومن كلام ابن عيينة قال : الزهد : الصبر وارتقاب الموت . وقال : العلم إذا لم ينفعك ضرك .
قال عثمان بن زائدة : قلت لسفيان الثوري : ممن نسمع ؟ قال : عليك بابن عيينة وزائدة .
قال نعيم بن حماد : ما رأيت أحدا أجمع لمتفرق من سفيان بن عيينة .
وقال علي بن نصر الجهضمي : حدثنا شعبة بن الحجاح قال : رأيت ابن عيينة غلاما ، معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار ، وفي أذنه قرط ، أو قال : شَنْف .
وقال ابن المديني : سمعت ابن عيينة يقول : جالست عبد الكريم الجَزَري سنتين ، وكان يقول لأهل بلده : انظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني .
قال ذؤيب بن عمامة السهمي : سمعت ابن عيينة يقول : سمعت من صالح مولى التوأمة هكذا وهكذا ، وأشار بيديه - يعني كثرة - سمعت منه ، ولعابه يسيل ، فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : فلا نعلمه روى عنه شيئا ، كان منتقدا للرواة .
قال علي : سمعت سفيان يقول : عمرو بن دينار أكبر من الزهري ، سمع من جابر ، وما سمع الزهري منه .
قال أحمد بن سلمة النيسابوري : حدثنا سليمان بن مطر ، قال : كنا على باب سفيان بن عيينة ، فاستأذنا عليه ، فلم يأذن لنا ، فقلنا : ادخلوا حتى نهجم عليه ، قال : فكسرنا بابه ، ودخلنا وهو جالس ، فنظر إلينا ، فقال : سبحان الله ، دخلتم داري بغير إذني ، وقد حدثنا الزهري عن سهل بن سعد أن رجلا اطلع في جحر ، من باب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومع النبي -صلى الله عليه وسلم- مدرى يحك به رأسه فقال : لو علمت أنك تنظرني لطعنت بها في عينك ، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر .
قال : فقلنا له : ندمنا يا أبا محمد . فقال: ندمتم ؟ حدثنا عبد الكريم الجزري عن زياد، عن عبد الله بن معقل ، عن عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : الندم توبة . اخرجوا فقد أخدتم رأس مال ابن عيينة .
سليمان هذا هو أخو قتادة بن مطر ، صدوق إن شاء الله . وزياد المذكور في الحديث هو ابن أبي مريم .
قال محمد بن يوسف الفريابي : كنت أمشي مع ابن عيينة ، فقال لي : يا محمد ، ما يزهدني فيك إلا طلب الحديث . قلت : فأنت يا أبا محمد ، أي شيء كنت تعمل إلا طلب الحديث ؟ فقال : كنت إذ ذاك صبيا لا أعقل . قلت : إذا كان مثل هذا الإمام يقول هذه المقالة في زمن التابعين أو بعدهم بيسير ، وطلب الحديث مضبوط بالاتفاق ، والأخذ عن الأثبات الأئمة ، فكيف لو رأى سفيان -رحمه الله- طلبة الحديث في وقتنا ، وما هم عليه من الهَنَات والتخبيط ، والأخذ عن جهلة بني آدم ، وتسميع ابن شهر . أمـا الخيام فإنها كخيامهـم
وأرى نساء الحي غير نسائهـا
قال عبد الرحمن بن يونس : حدثنا ابن عيينة قال : أول من جالست عبد الكريم أبو أمية وأنا ابن خمس عشرة سنة . قال : وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة .
قال يحيى بن آدم : ما رأيت أحدا يختبر الحديث إلا ويخطئ ، إلا سفيان بن عيينة .
قال أحمد بن زهير : حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي ، حدثنا سفيان قال : قال حماد بن أبي سليمان ، ولم أسمعه منه : إذا قال لامرأته : أنت طالق ، أنت طالق ، أنت طالق ، بانت بالأولى ، وبطلت الثنتان .
قال سفيان : رأيت حمادا قد جاء إلى طبيب على فرس .
قال أبو حاتم الرازي : سفيان بن عيينة إمام ثقة ، كان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة ، قال : وأثبت أصحاب الزهري ، هو ومالك .
وقال عبد الرزاق : ما رأيت بعد ابن جريج مثل ابن عيينة في حسن المنطق .
وروى إسحاق الكوسج عن يحيى : ثقة . وعن ابن عيينة قال : الورع طلب العلم الذي به يعرف الورع . روى سليمان بن أيوب ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : شهدت ثمانين موقفا .
ويروى أن سفيان كان يقول في كل موقف : اللهم لا تجعله آخر العهد منك ، فلما كان العام الذي مات فيه لم يقل شيئا . وقال : قد استحييت من الله -تعالى . وقد كان لسفيان عدة إخوة ، منهم : عمران بن عيينة ، وإبراهيم بن عيينة ، وآدم بن عيينة ، ومحمد بن عيينة . فهؤلاء قد رووا الحديث . وقد كان سفيان مشهورا بالتدليس ، عمد إلى أحاديث رفعت إليه من حديث الزهري ، فيحذف اسم من حدّثه ، ويدلسها ، إلا أنه لا يدلس إلا عن ثقة عنده .
فأما ما بلغنا عن يحيى بن سعيد القطان ، أنه قال : اشهدوا أن ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة ، فهذا منكر من القول ، ولا يصح ، ولا هو بمستقيم ، فإن يحيى القطان مات في صفر من سنة ثمان وتسعين مع قدوم الوفد من الحج . فمن الذي أخبره باختلاط سفيان ، ومتى لحق أن يقول هذا القول وقد بلغت التراقي ؟
وسفيان حجة مطلقا ، وحديثه في جميع دواوين الإسلام ، ووقع لي كثير من عواليه ، بل وعند عبد الرحمن سبط الحافظ السلفي من عواليه جملة صالحة . منها : جزء ابن عيينة ، رواية المروزي عنه ، وفي جزء علي بن حرب رواية العبادان ، وجزآن لعلي بن حرب ، رواية نافلته أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر الطائي ، وفي "الثقفيات" وغير ذلك . وقد جمع عوالي ابن عيينة : أبو عبد الله بن منده ، وأبو عبد الله الحاكم ، وبعدهما أبو إسحاق الحبال . وكان سفيان -رحمه الله- صاحب سنة واتباع . قال الحافظ بن أبي حاتم : حدثنا محمد بن الفضل بن موسى ، حدثنا محمد بن منصور الجواز ، قال : رأيت سفيان بن عيينة سأله رجل : ما تقول في القرآن ؟ قال : كلام الله ، منه خرج ، وإليه يعود .
وقال محمد بن إسحاق الصاغاني : حدثنا لوين ، قال : قيل لابن عيينة : هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية ؟ قال : حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه .
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي : حدثني أحمد بن نصر قال : سألت ابن عيينة وجعلت ألحّ عليه ، فقال : دعني أتنفس . فقلت : كيف حديث عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : إن الله يحمل السماوات على إصبع . وحديث : إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن . وحديث : إن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق . فقال سفيان : هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف .
أبو عمر بن حيويه : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار ; حدثنا عمر بن شبة ، حدثني عبيد بن جناد ، سمعت ابن عيينة ، وسألوه أن يحدث فقال : ما أراكم للحديث موضعا ، ولا أراني أن يؤخذ عني أهلا ، وما مثلي ومثلكم إلا ما قال الأول : افتضحوا فاصطلحوا .
قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت ابن عيينة يقول : من عمل بما يعلم ، كفي ما لم يعلم .
وعن سفيان بن عيينة قال : من رأى أنه خير من غيره فقد استكبر ، ثم ذكر إبليس .
وقال أحمد بن أبي الحواري : قلت لسفيان بن عيينة : ما الزهد في الدنيا ؟ قال : إذا أُنعم عليه فشكر ، وإذا ابتلي ببلية فصبر ، فذلك الزهد .
قال علي بن المديني : كان سفيان إذا سئل عن شيء يقول : لا أحسن . فنقول : من نسأل ؟ فيقول : سل العلماء ، وسل الله التوفيق .
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري : سمعت ابن عيينة يقول : الإيمان قول وعمل ; يزيد وينقص .
الطبراني : حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي : قيل لسفيان بن عيينة : إن بشرا المريسي يقول : إن الله لا يُرى يوم القيامة . فقال : قاتل الله الدويبة ، ألم تسمع إلى قوله -تعالى- : كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فإذا احتجب عن الأولياء والأعداء ، فأي فضل للأولياء على الأعداء ؟
وقال أبو العباس السراج في "تاريخه" : حدثنا عباس بن أبي طالب ، حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن عفان ، سمعت ابن عيينة في السنة التي أخذوا فيها بشرا المريسي بمنى ، فقام سفيان في المجلس مغضبا ، فقال : لقد تكلموا في القدر والاعتزال ، وأمرنا باجتناب القوم ، رأينا علماءنا ، هذا عمرو بن دينار ، وهذا محمد بن المنكدر ، حتى ذكر أيوب بن موسى ، والأعمش ، ومسعرا ، ما يعرفونه إلا كلام الله ، ولا نعرفه إلا كلام الله ، فمن قال غير ذا فعليه لعنة الله مرتين ، فما أشبه هذا بكلام النصارى ، فلا تجالسوهم .
قال المسيب بن واضح : سئل ابن عيينة عن الزهد : قال : الزهد فيما حرم الله . فأما ما أحل الله ، فقد أباحكه الله ، فإن النبيين قد نكحوا ، وركبوا ، ولبسوا ، وأكلوا ، لكن الله نهاهم عن شيء ، فانتهوا عنه ، وكانوا به زهادا . وعن ابن عيينة قال : إنما كان عيسى ابن مريم لا يريد النساء ، لأنه لم يخلق من نطفة .
قال أحمد بن حنبل : حدثنا سفيان قال : لم يكن أحد فيما نعلم أشد تشبها بعيسى ابن مريم من أبي ذر .
وروى علي بن حرب ، سمعت سفيان بن عيينة في قوله : وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ قال : الصالحون : هم أصحاب الحديث .
وروى أحمد بن زيد بن هارون ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، سمعت ابن عيينة يقول : أنا أحق بالبكاء من الحطيئة ، هو يبكي على الشعر ، وأنا أبكي على الحديث .
قال شيخ الإسلام عقيب هذا : أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث ، لأنه اختلط قبل موته بسنة . قلت : هذا لا نسلمه فأين إسنادك به ؟
أخبرنا أحمد بن سلامة الحداد في كتابه ، أنبأنا مسعود الجمال وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا محمد بن عاصم الثقفي ، سمعت سفيان بن عيينة سنة سبع وتسعين يقول : عاصم ، عن زر قال : أتيت صفوان بن عسال فقال : ما جاء بك ؟ قلت : جئت ابتغاء العلم ، قال : فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب قلت : حك في نفسي أو صدري مسح على الخفين بعد الغائط والبول ، فهل سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك شيئا ؟ قال : نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا ، أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ، ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ، لكن من غائط أو بول أو نوم .
قلت : هل سمعته يذكرالهوى ؟ قال : نعم : بينا نحن معه -صلى الله عليه وسلم- في مسير ، إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري ، فقال : يا محمد ، فأجابه على نحو من كلامه : هاؤم ، قال : أرأيت رجلا أحب قوما ولما يلحق بهم ؟ قال : المرء مع من أحب ، ثم أنشأ يحدثنا : أن من قبل المغرب بابا يفتح الله للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة ، فلا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من قبله ، وذلك قوله تعالى : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ الآية .
وبه ، قال ابن عاصم : سمعت من ابن عيينة ، وأنا محرم لبعض النساء ، ومن حج بعدي لم يره ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة .
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر ، أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد ، أخبرنا عمِّي محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمس مائة ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، إملاء ، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، حدثنا ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها ، وخرج من أسفلها أخرجه الشيخان ، وأبو داود والترمذي والنسائي .
أخبرنا أحمد بن إسحاق المصري ، أخبرنا أحمد بن يوسف ، والفتح بن عبد السلام قالا : أخبرنا محمد بن عمر القاضي ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز ، أخبرنا علي بن عمر السكَّري ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي سنة ثلاث وثلاث مائة ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا ابن عيينة ، عن حميد الأعرج ، عن سليمان بن عتيق ، عن جابر بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بوضْع الجوائح ، ونهى عن بيع السِّنين أخرجه أبو داود عن يحيى .
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشرة وست مائة ، أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء ، أخبرنا علي بن أحمد البندار ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن زيد بن ثابت : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخص في العَرَايا .
أخبرنا عبد الحافط بن بدران بنابلس ، أخبرنا الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد المقدسي في سنة خمس عشرة وست مائة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، وكتب إليّ عبد الرحمن بن محمد الفقيه وجماعة ، أن القاضي أبا القاسم عبدالصمد بن محمد الأنصاري ، أخبرهم في سنة عشر وست مائة قال : أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، قالا : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري ، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي ، حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الكاتب ، حدثنا بشر بن مطر ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن إبراهيم بن أبي بكر ، عن مجاهد في قوله عز وجل : لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ قال : ذلك في الضيافة ، إذا أتيت رجلا فلم يضفك ، فقد رخَّص لك أن تقول .
قال ابن داود في كتاب "الشريعة" : حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ، حدثنا ابن أبي بزة ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : لو صليت خلف من يقرأ بقراءة حمزة أعدتُ . وثبت مثل هذا عن ابن مهدي ، وعن حماد بن زيد نحوه .
وقال محمد بن عبد الله الحويطبي : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : قراءة حمزة بدعة .
قلت : مرادهم بذلك ما كان من قبيل الأداء ، كالسكت ، والإضجاع في نحو شاء وجاء ، وتغيير الهمز ، لا ما في قراءته من الحروف . هذا الذي يظهر لي ، فإن الرجل حجة ثقة فيما ينقل .
قال محمود بن والان : سمعت عبد الرحمن بن بشر ، سمعت ابن عيينة يقول : غضَبُ اللهِ الداءُ الذي لا دواء له ، ومن استغنى بالله أحوج الله إليه الناس .
قال الحسين بن محمد القباني : حدثني عبد الرحمن بن بشر ، قال سمعت ابن عيينة عشية السبت نصف شعبان سنة ست وتسعين ومائة يقول : كمل لي في هذا اليوم تسع وثمانون سنة . ولدت للنصف من شعبان سنة سبع ومائة قلت : عاش إحدى وتسعين سنة.
- لحظة وفاءصقر ماسي
- عدد المشاركات : 1640
العمر : 42
أوسمة التميز :
تاريخ التسجيل : 10/01/2009
رد: سفيان بن عيينة رحمه الله
الخميس أبريل 05, 2012 4:32 pm
- فلسطينية وافتخرصقر نشيط
- عدد المشاركات : 145
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
رد: سفيان بن عيينة رحمه الله
الخميس أبريل 19, 2012 6:35 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى