ذكر عدوان المشركين على المستضعفين ممن اسلم بالاذي والفتنة
الإثنين فبراير 23, 2009 8:27 am
ذكر عدوان المشركين على المستضعفين ممن اسلم بالاذي والفتنة
قسوة قريش على من اسلم
قال ابن اسحاق : ثم أهم عدوا على من اسلم ، واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصحابه فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين ، فجعلوا يحبسونهم ، ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر ، من استضعفوا منهم ، يفتنونهم عن دينهم ، فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبه ، ومنهم من يصلب لهم ، ويعصمه الله منهم .
ما كان يلقاه بلال بعد اسلامه ، وما فعله ابو بكر في تخليصه
وكان بلال ، مولى ابي بكر رضي الله عنه ما لبعض بن جمح مولدا من مولديهم . وهو بلال بن رباح ، وكان اسم امه حمامة وكان صادق الاسلام ، طاهر القلب ، وكان أميه بن خلف بن وهب ابن حذافة بن جمح يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول له : ( لا والله) لا تزال هكذا تموت ، او تكفر بمحمد ، وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو في ذلك البلاء : احد أحد .
قال ابن اسحاق: وحدثني هشام بن عروة عن ابيه ، قال : كان ورقة بن نوفل يمر به وهو يعذب بذلك ، وهو يقول : أحد أحد ، فيقول : احد أحد والله يا بلال ، ثم يقبل على اميه بن خلف ، ومن يصنع ذلك به من بني جمح ، فيقول : احلف بالله ، لئن قتلتموه على هذا لاتخذنه حنانا حتى مر به ابو بكر الصديق ( ابن ابي قحافة ) رضي الله عنه يوما وهم يصنعون ذلك به ، وكانت دار ابي بكر في بني جمح ، فقال لأمية بن خلف : ألا تتقي الله في هذا المسكين ؟ حتى متى ؟ قال : أنت الذي أفسدته، فأنقذه مما ترى ، فقال ابو بكر : أفعل ، عندي غلام اسود أجلد منه ، وأقوى على دينك ، أعطيكه به ، قال : قد قبلت ،قال هو لك ، فأعطاه ابو بكر الصديق رضي الله عنه غلامة ذلك ، واخذه فأعتقه .
من اعتقهم أبو بكر مع بلال
ثم اعتق معه على الاسلام قبل أن يهاجر الي المدينة ست رقاب ، بلال سابعهم : عامر بن فهيرة ، شهد بدرا ، وقتل يوم بئر معونة شهيدا وأم عبيس وزنيرة ، واصيب بصرا حين اعتقها ، فقالت قريش : ما اذهب بصرها إلا اللات والعزى ، فقالت : كذبوا وبيت الله ، ما تضر اللات والعزى ، وما تنفعان ، فرد الله بصرها .
وأعتق النهدية وبنتها ، وكانتا امرأة من بني عبد الدار ، فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها، وهي تقول : والله ، لا أعتقكما أبدا ، فقال ابو بكر رضي الله عنه حل يا ام فلان ، فقالت : حل انت أفسدتهما فأعتقهما ، قال : فبكم هما ؟ قالت : بكذا وكذا ، وقال : قد أخذتهما وهما حرتان ، ارجعا إليها طحينها ، قالت : أو نفرغ منه يا ابا بكر ثم نرده إليها ؟ قال : وذلك إن شئتما .
ومر بجارية بني مؤمل حي من بني عدي بن كعب وكانت مسلمة ، وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك الاسلام ، وهو يومئذ مشرك وهو يضربها، حتى إذا مل قال : إني اعتذر إليك ، أني لم اتركك إلا ملالة ، فتقول : كذلك فعل الله بك ، فابتاعها ابو بكر ، فأعتقها .
لام ابو قحافة ابنه لعتقه من اعتق فرد عليه
قال ابن اسحاق: وحدثني محمد بن عبد الله بن أبي عتيق ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن بعض أهله ، قال:
قال ابو قحافة لأبي بكر : يا بني ، إني اراك تعتق رقابا ضعافا ، فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك ، قال : فقال ابو بكر رضي الله عنه : يا ابت ، إني إنما أريد ما أريد لله ( عز وجل ) ، قال : فيتحدث أنه ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قال له أبوه : ( فأما من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى * ) [ الليل : 5-6] الي قوله تعالى : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربك الأعلى * ولسوف يرضى *) [ الليل : 19، 20، 21 ] .
تعذيب قريش لابن ياسر ،وتصبير رسول الله صلى الله عليه وسلم له
قال ابن اسحاق : وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر ، وبأبيه وأمه وكانوا أهل بيت أسلام اذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيما بلغني " صبرا آل ياسر موعدكم الجنة " فأما أمه فقتلوها وهي تابى إلا الإسلام .
ما كان يعذب به أبو جهل من أسلم
وكان ابو جهل الفاسق الذي يغري بهم في رجال من قريش ، إذا سمع بالرجل قد اسلم له شرف ومنعه أنبه واخزاه ، وقال : تركت دين أبيك وهو خير منك ،لنفسهن حلمك ولنفيلن رايك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجرا قال : والله لنكسدن تجارتك ، ولنلهكن مالك ، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به.
سئل ابن عباس عن عذر من امتنع عن الاسلام لسبب تعذيبه فأجاز
قال ابن اسحاق : وحدثني حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبيرة ، قال : قلت لعبد الله بن عباس : أكان المشركون يبلغون من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم؟ قال : نعم والله ، إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر على أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي نزل به ، حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة ، حتى يقولوا له :اللات والعزى إليك من دون الله ؟ فيقول : نعم حتى أن الجعل ليمر بهم فيقولون له: أهذا الجعل إليك من دون الله ؟ فيقول : نعم ، افتداء منهم مما يبلغون من جهده ه.
رفض هشام تسليم اخيه لقريش ليقتلوه على اسلامه ، وشعره في ذلك
قال ابن اسحاق: وحدثني الزبير بن عكاشة بن عبد الله بن ابي احمد ، انه حدث ، ان رجالا من بني مخزوم مشوا الي هشام بن الوليد ، حين اسلم أخوه الوليد (بن المغيرة ) وكانوا قد اجمعوا على أن يأخذونه فتيه منهم كانوا قد اسلموا : منهم سلمة بن هشام ، وعياش بن ابي ربيعه، قال : فقالوا له : وخشوا شرهم : إنا قد أردنا أن نعاتب هؤلاء الفتية على هذا الدين الذي احدثوا ، فإنا نأمن بذلك من غيرهم قال : هذا فعليكم به فعاتبوه ،وإياكم ونفسه وأنشأ يقول:
احذروا على نفسه ، فاقسم بالله لئن قتلتموه لأقتلن اشرفكم رجلا: قال : فقالوا : اللهم العنه ، من يغرر بهذا الحديث ، فوالله ، لو أصيب في ايدينا لقتل أشرفنا رجلا (قال) فتركوه ونزعوا عنه ، قال : وكان ذلك مما دفع الله به عنهم .
قسوة قريش على من اسلم
قال ابن اسحاق : ثم أهم عدوا على من اسلم ، واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من اصحابه فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين ، فجعلوا يحبسونهم ، ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر ، من استضعفوا منهم ، يفتنونهم عن دينهم ، فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبه ، ومنهم من يصلب لهم ، ويعصمه الله منهم .
ما كان يلقاه بلال بعد اسلامه ، وما فعله ابو بكر في تخليصه
وكان بلال ، مولى ابي بكر رضي الله عنه ما لبعض بن جمح مولدا من مولديهم . وهو بلال بن رباح ، وكان اسم امه حمامة وكان صادق الاسلام ، طاهر القلب ، وكان أميه بن خلف بن وهب ابن حذافة بن جمح يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول له : ( لا والله) لا تزال هكذا تموت ، او تكفر بمحمد ، وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو في ذلك البلاء : احد أحد .
قال ابن اسحاق: وحدثني هشام بن عروة عن ابيه ، قال : كان ورقة بن نوفل يمر به وهو يعذب بذلك ، وهو يقول : أحد أحد ، فيقول : احد أحد والله يا بلال ، ثم يقبل على اميه بن خلف ، ومن يصنع ذلك به من بني جمح ، فيقول : احلف بالله ، لئن قتلتموه على هذا لاتخذنه حنانا حتى مر به ابو بكر الصديق ( ابن ابي قحافة ) رضي الله عنه يوما وهم يصنعون ذلك به ، وكانت دار ابي بكر في بني جمح ، فقال لأمية بن خلف : ألا تتقي الله في هذا المسكين ؟ حتى متى ؟ قال : أنت الذي أفسدته، فأنقذه مما ترى ، فقال ابو بكر : أفعل ، عندي غلام اسود أجلد منه ، وأقوى على دينك ، أعطيكه به ، قال : قد قبلت ،قال هو لك ، فأعطاه ابو بكر الصديق رضي الله عنه غلامة ذلك ، واخذه فأعتقه .
من اعتقهم أبو بكر مع بلال
ثم اعتق معه على الاسلام قبل أن يهاجر الي المدينة ست رقاب ، بلال سابعهم : عامر بن فهيرة ، شهد بدرا ، وقتل يوم بئر معونة شهيدا وأم عبيس وزنيرة ، واصيب بصرا حين اعتقها ، فقالت قريش : ما اذهب بصرها إلا اللات والعزى ، فقالت : كذبوا وبيت الله ، ما تضر اللات والعزى ، وما تنفعان ، فرد الله بصرها .
وأعتق النهدية وبنتها ، وكانتا امرأة من بني عبد الدار ، فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها، وهي تقول : والله ، لا أعتقكما أبدا ، فقال ابو بكر رضي الله عنه حل يا ام فلان ، فقالت : حل انت أفسدتهما فأعتقهما ، قال : فبكم هما ؟ قالت : بكذا وكذا ، وقال : قد أخذتهما وهما حرتان ، ارجعا إليها طحينها ، قالت : أو نفرغ منه يا ابا بكر ثم نرده إليها ؟ قال : وذلك إن شئتما .
ومر بجارية بني مؤمل حي من بني عدي بن كعب وكانت مسلمة ، وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك الاسلام ، وهو يومئذ مشرك وهو يضربها، حتى إذا مل قال : إني اعتذر إليك ، أني لم اتركك إلا ملالة ، فتقول : كذلك فعل الله بك ، فابتاعها ابو بكر ، فأعتقها .
لام ابو قحافة ابنه لعتقه من اعتق فرد عليه
قال ابن اسحاق: وحدثني محمد بن عبد الله بن أبي عتيق ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن بعض أهله ، قال:
قال ابو قحافة لأبي بكر : يا بني ، إني اراك تعتق رقابا ضعافا ، فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك ، قال : فقال ابو بكر رضي الله عنه : يا ابت ، إني إنما أريد ما أريد لله ( عز وجل ) ، قال : فيتحدث أنه ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قال له أبوه : ( فأما من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى * ) [ الليل : 5-6] الي قوله تعالى : ( وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربك الأعلى * ولسوف يرضى *) [ الليل : 19، 20، 21 ] .
تعذيب قريش لابن ياسر ،وتصبير رسول الله صلى الله عليه وسلم له
قال ابن اسحاق : وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر ، وبأبيه وأمه وكانوا أهل بيت أسلام اذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول فيما بلغني " صبرا آل ياسر موعدكم الجنة " فأما أمه فقتلوها وهي تابى إلا الإسلام .
ما كان يعذب به أبو جهل من أسلم
وكان ابو جهل الفاسق الذي يغري بهم في رجال من قريش ، إذا سمع بالرجل قد اسلم له شرف ومنعه أنبه واخزاه ، وقال : تركت دين أبيك وهو خير منك ،لنفسهن حلمك ولنفيلن رايك ، ولنضعن شرفك ، وإن كان تاجرا قال : والله لنكسدن تجارتك ، ولنلهكن مالك ، وإن كان ضعيفا ضربه وأغرى به.
سئل ابن عباس عن عذر من امتنع عن الاسلام لسبب تعذيبه فأجاز
قال ابن اسحاق : وحدثني حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبيرة ، قال : قلت لعبد الله بن عباس : أكان المشركون يبلغون من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من العذاب ما يعذرون به في ترك دينهم؟ قال : نعم والله ، إن كانوا ليضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى ما يقدر على أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي نزل به ، حتى يعطيهم ما سألوه من الفتنة ، حتى يقولوا له :اللات والعزى إليك من دون الله ؟ فيقول : نعم حتى أن الجعل ليمر بهم فيقولون له: أهذا الجعل إليك من دون الله ؟ فيقول : نعم ، افتداء منهم مما يبلغون من جهده ه.
رفض هشام تسليم اخيه لقريش ليقتلوه على اسلامه ، وشعره في ذلك
قال ابن اسحاق: وحدثني الزبير بن عكاشة بن عبد الله بن ابي احمد ، انه حدث ، ان رجالا من بني مخزوم مشوا الي هشام بن الوليد ، حين اسلم أخوه الوليد (بن المغيرة ) وكانوا قد اجمعوا على أن يأخذونه فتيه منهم كانوا قد اسلموا : منهم سلمة بن هشام ، وعياش بن ابي ربيعه، قال : فقالوا له : وخشوا شرهم : إنا قد أردنا أن نعاتب هؤلاء الفتية على هذا الدين الذي احدثوا ، فإنا نأمن بذلك من غيرهم قال : هذا فعليكم به فعاتبوه ،وإياكم ونفسه وأنشأ يقول:
ألا لا يقتلن أخي عييس *** فيبقى بيننا أبدا تلاحي
احذروا على نفسه ، فاقسم بالله لئن قتلتموه لأقتلن اشرفكم رجلا: قال : فقالوا : اللهم العنه ، من يغرر بهذا الحديث ، فوالله ، لو أصيب في ايدينا لقتل أشرفنا رجلا (قال) فتركوه ونزعوا عنه ، قال : وكان ذلك مما دفع الله به عنهم .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى