معبر رفح مفتوح للأغنياء والاقوياء فقط
الخميس يونيو 30, 2011 10:00 pm
غزة-وكالات/فراس برس: في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث أحد المكاتب التي حددتها الحكومة المقالة لتسجيل المسافرين الراغبين في المغادرة عبر معبر رفح، تبدو الصورة مؤلمة، مواطنون فلسطينيون يتنقلون بين شبابيك وأبواب الغرفة المخصصة للتسجيل، آملاً في الحصول على إجابات لتساؤلاتهم الكثيرة حول آلية التسجيل والأولوية، لكن الشبابيك المخصصة للتسجيل تغلق بين الفينة والأخرى، بينما حرارة الشمس اللاهبة تضرب رؤوس المواطنين وهم ينتظرون في الشارع المقابل على أمل اقتراب الفرج.
حالة من القلق تنتاب الجميع، فهذا إقامته في الخارج انتهت أو أوشكت، وذلك الشاب طالب في الدراسات العليا كاد أن يفقد مقعده في الجامعة، وثالث قد يفقد عقد عمله إن لم يتمكن من السفر، وغيرهم الكثيرين. وسط هذا القلق المتصاعد يتلهف الجميع على أخذ دور له في السفر.
أحد الفلسطينيين أوضح أنه لليوم الثالث على التوالي يحضر إلى نفس المكان للتسجيل والاستفسار عن موعد سفره، لكنه لا يستمع إلى إجابة شافية حسب قوله، مشيراً إلى أنه اضطر للوصول إلى معبر رفح ثم تم توجيهه إلى التسجيل في مكتب غزة وهناك أخبروه بضرورة التوجه إلى مكتب خان يونس.
وقال: 'نلف على المكاتب كعب داير كما يقال ولا أحد يعرف شيء، معاناتنا لا تنتهي والواقع أصعب مما يتخيل الجميع، المسؤولون يتحدثون لوسائل الإعلام عن آليات جديدة ولا تغير على أرض الواقع'.
وأضاف: 'ندرك أن الأزمة سببها الجانب المصري، لكننا نتمنى أن يكون حال الجانب الفلسطيني أفضل من ذلك'.
بيد أن الصعوبات التي يضعها الجانب المصري على السفر لم تمنع بعض الفلسطينيين الراغبين في السفر من الشكوى من إجراءات الجانب الفلسطيني المتعلقة بالتسجيل للسفر والإعلانات المتكررة عن آليات جديدة من دون تغير على الأرض حسب قولهم، وهو ما أوصل البعض إلى اتهام الجهات القائمة على السفر بتسهيله لبعض الفئات بينما تعاني فئات أخرى.
وقال الكاتب الفلسطيني بلال جاد الله إن 'الحدود مغلقة للبسطاء ومفتوحة لأصحاب النفوذ والأقوياء، وقتما أرادوا وكيفما رغبوا وبأي وسيلة أحبوا، الأمر الذي يمثل استهتارا سافرا بكل القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية وبحقوق البسطاء والغلابة'، متسائلاً: 'لماذا هنالك الآلاف يسجلون للسفر قبل شهور وينتظرون أدوارهم في قوائم طويلة، بينما هناك العديد من أصحاب الواسطة أو النفوذ يسافرون من دون تسجيل ويسافرون ويعودون مرات عديدة؟'.
وأضاف في مقال له: 'ولماذا يقبع البسطاء في باصات لساعات طويلة في لهيب الصيف في انتظار الدخول بينما الأقوياء يسافرون بسياراتهم وجيباتهم الخاصة والسيارات المبرسنة بالزجاج الأسود من دون دور أو تسجيل؟'.
واتهم جاد الله إدارة المعبر بـ'إنزال قليل من الناس من الباصات التي تنتظر السفر مثلا للعمرة أو الحج بعد طول انتظار، والسبب هو أن هنالك بعض المسئولين وصلوا للتو بسيارتهم ويريدون أن يغادروا في أولى الحافلات حتى وان كان على حساب من تم إنزالهم من دون استئذانهم أو الاعتذار لهم'.
في المقابل دحض رئيس هيئة المعابر والحدود في غزة حاتم عويضة هذه 'الإدعاءات'، مؤكدا أن مهمة الهيئة الرئيسية تسهيل سفل الناس، ومن أجل ذلك تم افتتاح مكتب للتسجيل في محافظة خ يونس لعدم إرهاق المواطنين في التسجيل في مدينة غزة.
وأرجع ما يحدث إلى حالة الفوضى والقلق الشديد الذي يشعر بها كل من يرغب في السفر، لافتاً إلى عدم وجود تغير على أعداد المسافرين من الجانب المصري، وهو ما أوجد أزمة حقيقة تفاقمت بعد تسجيل الآلاف إثر الإعلان المصري عن التسهيلات التي لم تتحقق حسب قوله.
وقال: 'نحن نسجل للناس ونعطي تذكرة للمسافرين هل يمكن وصف ذلك بالمحاباة؟'.
وأضاف: 'إذ كان الدور والنظام محاباة فما هو النظام؟ المواطن يأخذ تذكرته ويسافر أين الإشكالية في ذلك'.
ودعا عويضة الجميع إلى التحقق من كافة المعلومات من جهات الاختصاص وعد إطلاق الاتهامات جزافاً، لافتاً إلى صعوبة الأمر على الناس والمسؤولين على حد سواء.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى