أطفال غزة يجسدون رسالة المتضامن 'أريغوني' باللعب والتعبير عن الذات

غزة – العهد - 'دعوني ألعب بحرية'، شعار كتبه الطفل نائل البع (9 أعوام) من بيت حانون على لافتة ورقية، في إطار فعاليات المخيم الصيفي الذي تقيمه جمعية فرسان الغد الشبابية.



لم يكتف عشرات الأطفال بفعاليات تطالب بحريتهم، ومنحهم الحق في اللعب في المخيم، بل مارسوا أنشطة تربوية وتعليمية منها ما يجسد رسالة المناضل الإيطالي الراحل فيتوريو أريغوني الذي قتلته جماعات متشددة في قطاع غزة قبل نحو شهرين.



وكانت فعاليات المخيم الذي جاء بعنوان 'كن إنساناً- فيتوريو أريغوني' انطلقت، مؤخراً، وتضم عشرات الأطفال من بيت حانون.



قال الطفل البع: إنه يهوى الخط العربي، ويجد متعة كبيرة في رسم الخطوط، مضيفا: إنه يشارك من المخيم ليعبر عن حقه في اللهو، وقضاء وقت ممتع خلال إجازته الصيفية.



وأعرب عدد من الأطفال الذين أكدوا تضامنهم مع عائلة أريغوني عن رفضهم لسياسة العنف والقتل التي مارستها جماعات متشددة، وأكدوا أنها تخدم سياسة وممارسات الاحتلال.



وطالب الأطفال من خلال شعارات وعبارات أخرى نقشوها بألوان العلم الفلسطيني المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال، من أجل منحهم الحرية في اللهو والعيش الآمن، وكتبوا 'نحن أطفال فلسطين لنا الحق في الحياة'، 'الحق في اللعب'، 'نرفض الاحتلال، بدنا نعيش مثل أطفال العالم'، و'لا للاحتلال الإسرائيلي'.



ومن الأطفال المشاركين جرحى ومعاقون، بهدف تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم.



ويتضمن المخيم الصيفي تنظيم مسابقة ترفيهية بين الأطفال المشاركين، وقدمت للفائزين منهم هدايا وجوائز، بالإضافة إلى حملة لإطلاق طائرات ورقية في سماء بيت حانون، ومن المتوقع أن تحلق عشرات الطائرات الورقية التي يواصل أطفال المخيم صناعتها، وكتابة عبارات باللغة العبرية عليها لتحلق في سماء بلدة 'سديروت' القريبة من بيت حانون، مع ختام فعاليات المخيم الصيفي.



قال الطفل محمد شبات (11 عاماً): إنه وجد في المشاركة في الاحتفالية فرصة قوية لإيصال صوته لأطفال بلدة 'سديروت' الذين ينعمون بالهدوء، فيما أطفال فلسطين يعانون من الحصار والإغلاق.



وأكد الطفل سائد حمد (13 عاما) أنه سيجد سعادة كبيرة في إطلاق طائرته الورقية باتجاه سماء 'سديروت'، كما يجد سعادة غامرة في مشاركة أقرانه من الأطفال في فعاليات المخيم.



وأضاف: إنه لا يوجد أماكن للهو ولا ساحات خالية داخل البلدة، وهناك الأراضي الشاسعة الخالية من الزراعة والسكان بفعل هيمنة الاحتلال، مؤكداً أنه سيتوجه يومياً للهو عليها، ولن يأبه بما تقوم به قوات الاحتلال.



من جهته، قال صابر الزعانين مدير جمعية فرسان الغد الشبابية: إن فعاليات المخيم تجسد حياة ورسالة المتضامن الإيطالي من جهة، وتكرس حق اللعب واللهو لأطفال بيت حانون من جهة أخرى.



وأضاف: إن القائمين على المخيم معنيون بحق الأطفال التعبير عن ذاتهم، وهو ما يقوم به الأطفال من أنشطة وفعاليات كالرسم، والخط، وصناعة الألعاب، والطائرات الورقية، مشيراً إلى أن إطلاق الطائرات الورقية من قبل هؤلاء الأطفال يهدف إلى منحهم فرصة للتعبير عن الذات، والتأكيد على حقهم في اللعب بحرية في المناطق الحدودية، رغم سيطرة الاحتلال عليها.