بيان جماهيري صادر عن الهيئة القيادية لحركة فتـح – المحافظات الجنوبية

بسم الله الرحمن الرحيم

يا جماهير شعبنا العظيم ..

تتقدم حركة فتح في قطاع غزة إلى جماهير شعبنا المُناضل في الوطن والشتات , وإلى أمتنا العربية والإسلامية , وإلى كل أصدقاء ومُحبي الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم المتضامنين الدوليين , بأحّر التهاني وأطيب التبريكات بمناسبة توقيع اتفاق المصالحة من قِبل حركتي فتح وحماس والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية كافة يوم أمس الأربعاء الموافق(4-5-2011م) في جمهورية مصر العربية الشقيقة بحضور ومشاركة سيادة الأخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ومعالي وزير خارجية مصر السيد نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية العامة السيد مراد موافي وقادة فصائل العمل الوطني والفعاليات والشخصيات الوطنية الفلسطينية وجهات عربية عديدة , وبادئ ذي بدء لا يسعنا في حركة فتح إلا أن نتقدم بخالص الشكر ووافر التقدير والامتنان للأخوة في مصر الشقيقة قيادةً وحكومةً وشعباً ونخُص بالشكر الأخوة في جهاز المخابرات العامة المصرية الذين عملوا طويلاً وحرصوا على تحقيق هذا الهدف الوطني القومي السامي , والشكر موصول لكل الأشقاء والأصدقاء الذين بذلوا جهداً مخلصاً وتابعوا أولاً بأول لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة وحدة الشعب الفلسطيني .

إن توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين أخوة ورفاق السلاح والنضال الوطني المشترك في هذه المرحلة التاريخية والسياسية الحاسمة من مسيرة ونضال شعبنا ينطوي على أهمية وطنية وسياسية فائقة لرفع مستوى الجاهزية الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات والاستحقاقات الماثلة أمام شعبنا وقيادته , والعمل على تصويب الجهد الوطني موحداً نحو تحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في الخامس من حزيران عام (1967م) وعاصمتها القدس الشريف دولة خالية من أي وجود إسرائيلي عسكري أو استيطاني قابلة للحياة والتواصل فيما بينها ومع العالم الخارجي , وتحقيق حلم الشعب الفلسطيني وشهدائه في غدٍ واعدٍ ومستقبلٍ مشرق.

إن اتفاق المصالحة الفلسطينية, وإن جاء متأخراً كثيراً , ولكن أن يأتي متأخراً خيراً من أن لا يأتِ أبداً , من شأنه أن يطوي صفحة ومرحلة سوداء من تاريخ ومسيرة نضال الشعب الفلسطيني , وإن إنجاح هذا الاتفاق وترجمته على أرض الواقع من شأنه أن يضع الواقع الفلسطيني والشعب الفلسطيني في الوطن والشتات على أعتاب مرحلة تاريخية وسياسية جديدة تشهد المزيد من التعاون والتعاضُد والتكاتف والعمل المشترك لكي تشكل رافعة حقيقية وسند قوي للقضية الوطنية الفلسطينية العادلة في كافة المحافل السياسية الشرق أوسطية والدولية , الأمر الذي من شأنه أن يعيد الاعتبار للمشهد الفلسطيني الذي اعتوره التشويش والتشويه أمام العالم كافة, وإزالة الضرر السياسي الذي لحق بالقضية الفلسطينية , والعمل على دفع الجهود السياسية والدبلوماسية المبذولة فلسطينياً وعربياً قدماً نحو الأمام لاستكمال انتزاع وتحقيق اعتراف دول العالم كافة بالدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية في (حدود) الرابع من حزيران عام (1967م) , والنجاح في الحصول على قرار دولي من الجمعية العامة في أيلول القادم , ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني وإنصافه بإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وممارسة الضغط الكافي على الحكومة الإسرائيلية لاحترام الشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها .

إن توقيع الاتفاق يُعتبر الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح على طريق المصالحة الوطنية لتعبيد الطريق أمام عملية البناء الوطني الشامل وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل على كافة المستويات, وإعادة إعمار قطاع غزة وإزالة آثار العدوان الغاشم الذي تعرض له في (2008-2009), وإن استكمال تطبيق باقي الخطوات بكل أمانة يحتاج إلى جدية ومصداقية وتعاون بين الأطراف كافة وفي مقدمتها الأطراف المُوقعة على الاتفاق وعلى وجه الخصوص حركتي فتح وحماس , وهذا يتطلب بناء ومد جسور الثقة من جديد للاستفادة من الطاقات والإبداعات الوطنية الكامنة لدى أبناء شعبنا كافة , وتحقيق الهدف السامي بإنهاء الانقسام ليس على الورق فقط وإنما في الواقع المُعاش وفي النفوس , والمباشرة بشكل جدي و مسؤول بالعمل على إزالة الضرر الذي وقع على المواطنين , وتحقيق المصالحة المجتمعية والأهلية بين الناس وتطييب خواطر العائلات المتضررة , وهذه مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتق كل الأطراف , وتحتاج إلى إخلاص وتعاون وصبر لإعمال عنصر الوقت في التطبيق والمعالجة بشكل فعّال وإيجابي ومُثمر.

يا جماهير شعبنا العظيم ..

إن حركة فتح في قطاع غزة وهي ترحب باتفاق المصالحة باعتبارها ثابتاً وطنياً , فإنها تُبدي استعدادها الكامل وإرادتها الصادقة لصيانته وتنفيذه بكل أمانة لإنهاء الانقسام في الواقع الفلسطيني بشكل فعلي وحقيقي , واستعادة الوحدة الوطنية , وتدشين مرحلة جديدة من الاتفاق والوفاق الوطني, ووضع الواقع الفلسطيني على أعتاب مرحلة جديدة من البناء الوطني والمجتمعي والديمقراطي , تُصان فيه الحريات والحقوق العامة وفي مقدمتها حرية العمل السياسي والحزبي والصحفي وحرية التعبير عن الرأي, وتوفير المناخ الوطني والديمقراطي السليم لقبول الرأي والرأي الآخر ونبذ كل أشكال التكفير والتخوين والإرهاب الفكري والسياسي , ووضع البنيان المؤسساتي والديمقراطي والقانوني المتين لتأمين وممارسة النقل الديمقراطي والسلمي للسلطة في الواقع الفلسطيني , وخلق ثقافة راسخة للتعايش مع الاختلاف السياسي والفكري , وتعزيز مفهوم الشراكة النضالية والوطنية والسياسية الكاملة في الحياة السياسية والاجتماعية الفلسطينية.

يا جماهير شعبنا البطل..

إن جوهر ومضمون اتفاق المصالحة الفلسطينية يستند إلى وثيقة الوفاق الوطني المقدمة من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين البواسل في السجون والمعتقلات الإسرائيلية الذين بفضل صمودهم الأُسطوري حولوا هذه السجون والمعتقلات إلى قلاع ثورية وأكاديميات علمية , وفي هذه اللحظات السعيدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفضل هذا الجهد المخلص, لا يسعنا إلا أن نُسجل عظيم تقديرنا لأسرانا البواسل , ونجدد العهد والقسم بالعمل من أجل إطلاق سراحهم لكي يأخذوا مكانهم الطبيعي والسياسي الذي يليق بهم في عملية البناء الوطني والسياسي والمجتمعي الديمقراطي الشامل, وتتقدم حركة فتح بخالص احترامها وتقديرها وتُثمن عالياً دور الحراك الشعبي والشبابي في الشارع الفلسطيني الذي تبنى شعار وهدف (إنهاء الانقسام ، إنهاء الاحتلال) وأثّر ايجابياً على مراكز صناعة القرار وأثمرت جهوده بتوقيع اتفاق المصالحة, كما وتُثمن عالياً دور الفعاليات والشخصيات الوطنية والمستقلين الذين عملوا على مدار سنوات الانقسام المرير لاستعادة الوحدة الوطنية والوصول إلى هذه اللحظة التاريخية التي أعادت الفرح والسرور والسعادة إلى كل بيت فلسطيني.

وفي هذا المقام تتوجه حركة فتح إلى جماهير شعبنا المناضل عموماً وإلى أبناء حركة فتح ومناصريها ومحبيها خصوصاً بالعمل معاً وسوياً يداً بيد وعلى قلب رجلٍ واحد من أجل بناء ومد جسور الثقة وتوفير البيئة المناسبة ونزع كل عناصر التعطيل وتوفير كل عوامل الإقلاع والنجاح لغرض إنجاح هذا الاتفاق ووضع المرحلة السوداء السابقة من خلف ظهورنا وطي صفحة الانقسام البغيض بشكل فعلي وحقيقي , لصناعة وحدة وطنية فلسطينية صلبة , تُمّكن شعبنا من تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.



عاشت الوحدة الوطنية الفلسطينية

ودام الاتفاق والوفاق الوطني

وإنها لثورة حتى النصر



الهـيئة القـيادية لحركة فتح

المحافظات الجنوبية

5/5/2011