الفتي الاسمر

كانت حياة العندليب ملكا للفن ولأجله عاش سنوات عمره القصير ليختلف الأمر بعد وفاته بسبب الصراع علي‮ ‬ثروته التي خلفها بعد رحيله‮.. ‬حتي وصلت قضية النزاع علي ممتلكات العندليب إلي ساحات المحاكم وكل طرف في القضية يحاول إثبات الحق لنفسه‮.‬
ليصبح اسم العندليب متداولا داخل قاعات المحاكم‮.. ‬بعد ان كان اسمه يتردد دائما داخل قاعات السينما والمسارح‮..‬وبعد ان كانت العائلة متماسكة تحت لواء حب العندليب اصبحت الفرقة هي التي تميزهم بعد ان ابتعدت زينب الشناوي عن ابن عمها محمد شبانة

القضية الاولي
أثار مسلسل‮ »‬العندليب‮« ‬الذي تم عرضه في رمضان ‮٤٠٠٢ ‬الكثير من المشاكل التي وصلت إلي ساحات المحاكم بين الورثة الذين يعتبرون أنفسهم الوحيدين الذين يملكون حق الاستغلال التجاري للسيرة الذاتية وقصة حياته وجميع أعماله أما الفريق الآخر فهو شركة‮ »‬العدل جروب‮« ‬المنتجة لسيناريو مسلسل‮ »‬العندليب‮« ‬والمسئولة عن المسابقة التي تم تنظيمها من قبل‮.. ‬وتم فيها عرض حلقات مسابقة‮ »‬العندليب من يكون؟‮« ‬علي شاشة‮ »‬MBC‮« ‬الفضائية‮.. ‬لإختيار المؤدي لدور عبدالحليم حافظ داخل المسلسل‮.‬
إلا ان المشكلة لاتكمن في المسابقة التي نظمت والتي علي أساسها تم اختيار المطرب شادي شامل للقيام بدور عبدالحليم داخل المسلسل‮.. ‬ولم تكن المشكلة أيضا في عرض المسلسل‮.. ‬وإنما كانت في الحق الأدبي قبل العرض‮ »‬والذي شارك في بطولته الفنان كمال أبورية الذي جسد شخصية اسماعيل شبانة الشقيق الأكبر لعبدالحليم،‮ ‬ولقاء الخميسي في دور فردوس خالته،‮ ‬وداليا البحيري وريهام عبدالغفور‮.. ‬وهو المسلسل الذي كان كتبه مدحت العدل،‮ ‬واخراج جمال عبدالحميد‮ ‬وقدم ورثة العندليب محمد علي اسماعيل شبانة وفهيمة البحيري ومحمد محمد شبانة دعوي قضائية أمام محكمة دبي الابتدائية يطالبون فيها منع عرض مسلسل العندليب علي القناة الفضائية لأن الشركة المعلنة لم تطلع الورثة علي السيناريو حسب الإتفاق المبرم بينهما قبل التصوير‮.‬
إلا أن شركة‮ »‬العدل جروب‮« ‬كشفت لهيئة المحكمة عن مستند قانوني يؤكد صحة موقفها في القضية أما نهاية القضية فقد كانت حاسمة بعد تداولها لمدة خمس سنوات داخل محاكم دبي‮.. ‬لتقرر المحكمة وقف عرض مسلسل‮ »‬العندليب‮« ‬علي الفضائيات ودفع مبلغ‮ ‬مليوني و ‮٠٠٥ ‬الف درهم إماراتي لورثة العندليب‮..‬

القضية الثانية
قام العندليب ومحمد عبدالوهاب في عام ‮٠٦٩١ ‬بتأسيس شركة انتاج فني بأسم‮ »‬صوت الفن‮«.. ‬وكان لعبدالحليم صديق ورفيق درب حياته هو مجدي العمروسي حيث كان العمروسي لسنوات طويلة المتحدث باسم شركة صوت الفن ومحامي الشركة المسئول عن الشئون القانونية‮..‬
وكان يتعاقد في تلك الفترة كبار الفنانين والمطربين في الوطن العربي مع الشركة لأنها كانت تعد من أكبر وأرقي شركات الانتاج في ذلك الوقت‮.‬
وبعد وفاة العندليب وعبدالوهاب قام العمروسي بشراء النسبة الأكبر في الشركة لحسابه الخاص أما الجزء الآخر فكان لورثة العندليب بعد أن قام ورثة الراحل عبدالوهاب ببيع نصيبهم للعمروسي إلا ان المسألة ازدادت تأزما بعد وفاة العمروسي وانتقال مهمة الممثل القانوني للشركة إلي محسن جابر ففي ذلك الوقت وبالتحديد في أوائل العام الماضي ‮٨٠٠٢ ‬قام ورثة عبدالحليم بالمطالبة بحقوقهم المادية والادبية في شركة‮ »‬صوت الفن‮«.. ‬وقدموا في الدعوي اتهاما واضحا وصريحا بخيانة الأمانة من جانب الحارس القضائي واتهامه بالاستيلاء علي أموال وممتلكات العندليب والاستزاد في الدعوي كان قيام المتهم بيع اسطوانات أغاني وأفلام الراحل لمحسن جابر وقام الحارس القضائي للشركة حمدي عبدالرشيد والذي قامت هيئة المحكمة بتعيينه حارسا قضائيا ليتولي ادارة الشركة لحين انهاء كافة المنازعات بين الأطراف.إلا أن المحكمة في ذلك الوقت قررت رفض الدعوي المدنية التي اقامتها ورثة العندليب‮.. ‬وأكدت في حكمها أن الحارس لم يتجاوز حدود وكالته أو اختصاصاته بصفته الوحيد صاحب الصفة القانونية في تمثيلها‮.‬

القضية الثالثة
لم يسلم العندليب من الفوضي حتي داخل قبره‮.. ‬فبعد وضع جثمانه بمقبرة كتب عليها‮ »‬هنا يرقد العندليب عبدالحليم حافظ‮« ‬داخل مقابر البساتين‮. ‬جاءته المياه الجوفية من مكان‮ ‬غير معلوم لتكون علي بعد متر ونصف من رفاته‮.‬
وقام ورثة العندليب بمناشدة كل الجهات المعنية من أجل حمايتها من المياه الجوفية‮.. ‬لكن الأسرة في النهاية قامت بإعادة بنائها مرة أخري علي نفقتها الخاصة في محاولة لعدم وصول المياه لرفات الراحل واشقائه‮.‬
وقامت أسرة العندليب الاسمر مؤخرا برفع دعوي قضائية ضد كلا من محافظ القاهرة ورئيس حي البساتين ووزير البيئة لعدم التحرك والاستجابة للاستغاثات الكثيرة من أجل انقاذ مقبرة عبدالحليم حافظ الا أن أحدا لم يتحرك واستندت الدعوي علي دراسة علمية خطيرة قام باعدادها فريق بحث من مركز الحد من المخاطر البيئية بجامعة القاهرة‮.. ‬تحت اشراف مدير المركز الدكتور مرتضي العارف‮.‬
وعليه حذر العلماء بضرورة تدخل المسئولين بأقصي سرعة قبل أن يطفو جثمان الراحل فوق سطح المياه الجوفية تحت الارض‮.‬
يذكر انه تم اكتشاف هذه المأساة بالصدفة عندما توفيت الحاجة علية شقيقة العندليب وتوجه الاهل الي مقابر العائلة بالبساتين‮.. ‬ووقتها اخبرهم حارس المقابر ان المياه الجوفية اغرقت الكثير من المقابر‮.. ‬وان مقبرة عبدالحليم حافظ وهدده بوصول المياه الجوفية اليها قريبا وبعدها سوف تلاقي نفس المصير الذي وجدته المقابر الاخري‮.‬
لذلك قامت الاسرة بترميم المقبرة مرة أخري للحفاظ عليها‮.. ‬مع الاصرار علي رفع القضية ضد المسئولين الذين اهملوا القضية‮.‬
ولاتزال حتي الآن قضية المقبرة تنظرها هيئة المفوضين بمجلس الدولة وذلك لكتابة التقارير اللازمة وتقديمها الي المحكمة‮.‬