'في غزة انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي و النوم على نغمات المواتير

**الإثنين نوفمبر 02, 2009 7:52 pm**

حماس تتاجر بالمولدات
'في غزة' انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي و النوم على نغمات المواتير

يعيش قطاع غزة منذ فترة طويلة حالة معهودة , أصبحت جزء من الحياة اليومية , و هي انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر و شبه يومي مما يسبب حالة من الضوضاء العارمة التي تتسبب بإثارة الأعصاب عند معظم السكان .

علمنا من مصادر موثوقة من داخل حماس أن هذا الانقطاع شبه المتواصل يرجع إلى تدخل مليشياتها بشؤون شركة الكهرباء الداخلية و بتوزيع الطاقة الكهربية .

هذا الانقطاع الدائم يدفع الناس في قطاع غزة إلى شراء المولدات الكهربية التي تسد بعض الشيء عن كهرباء شركة التوزيع – دون تشغيل الأجهزة الكهربائية- لتخفيف العبء عنهم و عن أبنائهم و بناتهم الطلاب في المدارس و الجامعات من خلال إشعال بعض الأنوار في المنزل .

و أوضحت هذه المصادر أن حماس تمتلك كمية كبيرة من مولدات الكهرباء التي أدخلتها عن طريق الأنفاق للتجارة و ربح الأموال من أهالي القطاع المنكوبين .

تجولت الكوفية برس في شوارع قطاع غزة مستطلعة آراء الناس حول أوضاعهم , و ما يعود عليهم من ضرر أو منفعة – إن وجد – بسبب انقطاع التيار الكهربائي .

أبو محمد مواطن من مدينة غزة قال لنا و بلهجته العامية اللطيفة و المتواضعة ' أنا زي ما انتو عارفين بتضايق من قطع الكهرب , و أول ما تقطع بتلاقيني حطيت الكرسي على باب الدار و قعدت , لكن في الشتاء مش راح اقدر أطلع على الباب راح أظل في الدار , الله يعينا على الأيام الجاية ' , و عندما سألناه إذا ما كان يمتلك مولد كهرباء في منزله أم لا أضاف ' أنا ما عندي ماتور , لأنو ما معي أشتري ماتور , و حماس بتقطع الكهربا عشان إحنا نشتري مواتير , طيب توفر لنا فلوس عشان نشتريها ' و ختم كلامه بالعبارة المشهورة في قطاع غزة هذه الأيام وهي ' حسبي الله و نعم الوكيل عليكي يا حماس '.

عادل هو شاب يبلغ من العمر 22 و يقطن أيضا في محافظة غزة قال ' أنا طالب جامعي , لم يتبقى لي شيء كي أتخرج من الجامعة و لكن تواجهني مشكلة انقطاع التيار الكهربائي , حيث أنني خريج و أدرس ليل نهار كي أنجح و اتخرج , و عندما ينقطع التيار الكهربائي أحاول الدراسة على الشمع , و لكن ما يحول بيني و بين الدراسة هو أصوات المولدات المزعجة و التي يمتلكها معظم الجيران '.

فاطمة هي أم لتوأم بنات لم يتعدى عمرهن الــ سنتين بعد و تقطن في محافظة الوسطى , تتحدث و هي متأثرة جدا ' أنا زوجي استشهد في الحرب الأخيرة على قطاع غزة , ولا أحد يقدم لنا أي مساعدة , و الآن أنا أعيش على معونة يقدمها والدي لي و لبناتي , و عندما ينقطع التيار الكهربائي أصاب بالذعر و الخوف من الوحدة في الظلمة , و عندما تبكي إحدى البنات أرتبك و لا أدري ماذا أفعل لها في الظلام الدامس ' و أضافت ' أصوات المولدات تيقظ البنات من النوم و هذا يسبب لي مشاكل نفسية كثيرة في حياتي ' .

هذا هو حال السكان في قطاع غزة , دائما ما يستجدون و يستنجدون بالعالم الخارجي كي يخلصهم من العصابة المجرمة 'المليشيات الحمساوية' التي تخنق على رقابهم , و تقبض على أرواحهم و تحدد مصيرهم , و تتجه فيهم من السيئ إلى الأسوأ .
منقول من شبكة الكوفيه برس