انتباه الى اصحاب الايملات ((( النصب العالمي باليانصيب)))

العرب اونلاين - ايناس صويص:
هل يمكن الفوز فى يانصيب دون شراء بطاقة ودفع ثمنها نقدا؟ سؤال حيرنى كثيرا بعد أن وصلتنى رسالة على بريدى الالكترونى تبشرنى بأننى من الرابحين المحظوظين، فقد ربحت مليون دولار من يانصيب أجرته رابطة منتجى اليانصيب الحر فى هولندا على 30 الف عنوان الكترونى للشركات و10 ملايين عنوان للأفراد دون ان نشترى بطاقة يانصيب او حتى ان اعلم بمشاركتى فى السحب .

فوز سرى

أكدت لى الرسالة ان وكيل الرابطة المالى سيبدأ اجراءات الافراج عن حقى فى الجائزة بمجرد الاتصال به، محذرة اياى أنه و"لأسباب أمنية" فان على ان أبقى خبر فوزى سريا ريثما يتم السير فى الاجراءات وتحويل المال الى تجنبا لازدواجية المطالبة، التى تعنى عدم مطالبة شخص اخر بها.

لاحق العيار لباب الدار

لم أشأ اهمال الرسالة فهى فوق كل شيء حذرتنى وبخط كبير من شطبها.
قلت فى نفسى لماذا لا "ألاحق العيار لباب الدار" كما يقول المثل الشعبي، وأرد على الرسالة رغم ان العنوان البريدى للشركة هو على احد المواقع الالكترونية العادية غير المحمية التى يمكن لأى كان انشاء حساب الكترونى عليها، بينما المفترض فى أى شركة تخشى على مراسلاتها وتتعامل بأموال تصل الى الملايين أن ترسل بريدها من خلال بريد خاص بها.

ادفع اولا

بعد عدة أيام وصلتنى رسالة جوابية تنبئنى بأن على أن أدفع مبلغا من المال على شكل رسوم وضرائب ليتمكن "الوكيل المالي" من السير فى اجراءات الحصول على الجائزة.
ف"سياسة الدفعات تفيد بان الجائزة التى ساستلمها لا يمكن تجزئتها ولهذا لن نتمكن من دفع الرسوم المتوجبة على الجائزة من قيمتها".
عند هذه النقطة بدأت تشكل عندى قناعة بأن هذه وسيلة جديدة لسحب الأموال من جيبي.
بدأت بحثى عن حقيقة هذا اليانصيب لاكتشف ان السفارات الغربية فى عمان، ممثلة بسفارة الدولة الرئيسة للاتحاد الاوروبى فى هذه الفترة، قلقة على التشويه الذى يلحق بسمعة دولها نتيجة لهذه الرسائل.
فهى تتلقى ما لا يقل عن عشرة اتصالات يوميا من أردنيين وعراقيين، يسألون عن حقيقة هذه الرسائل، وحقيقة فوزهم.
منهم من تم استدراجه ليدخل فى اللعبة ويدفع مبالغ طائلة ليحصل على جائزته المزعومة.

ضحايا

استطعت وبجهد كبير وبمساعدة من عدة اطراف ان اتحدث مع بعض ضحايا هذا اليانصيب، ولكن بعد مفاوضات طويلة اقتنعوا بالحديث معي، شريطة عدم ذكر اسمائهم، لعل المستهدفين الاخرين يتجنبون الوقوع فى هذا الفخ.
مسؤولون فى دائرة مكافحة الفساد ذكروا ان هذه المسألة بدأت تأخذ شكل الظاهرة منذ عام 1997 عندما كانت تصل أوراق تبدو رسمية الى صناديق بريد الشركات الاردنية.
ولكن "يبدو ان محاولاتهم لم تعد مجدية مع الشركات فبدأوا باستهداف الافراد"، كما قال أحد المسؤولين فى الدائرة.

"الاحتيال النيجيري"

ويدرج مسؤولو دائرة مكافحة الفساد هذه العملية ضمن ما اصطلح على وصفه بعمليات "الاحتيال النيجيري"، نسبة الى البلد الذى بدأ هؤلاء الاشخاص باستخدام اسمه لسحب الأموال من جيوب الناس.
وتتلخص هذه الطريقة بالقول بان المتصل هو ابن او زوجة لأحد المسؤولين الكبار فى نيجيريا الذين تم عزلهم ولديهم أموال فى الخارج لا يستطيعون التصرف بها بسبب الرقابة الشديدة عليهم، راجين اصحاب الشهامة التقدم للمساعدة ولهم حصة من هذا المبلغ.
وفى النهاية يكتشف الضحية الشهم الذى ذهب الى نيجيريا للافادة والاستفادة أنه وقع فى يد عصابات لا تتورع عن "تنظيفه" من كل ما يحمله من اموال.

لا شكوى

لم يتقدم أحد بالشكوى ضد محاولات الاحتيال هذه حسب مديرية الأمن العام التى قالت ان الشرطة تتحرك فقط بناء على شكوى مقدمة.
كما يلفت مسؤول دائرة مكافحة الفساد النظر الى انه قام باستدعاء بعض ضحايا هذه الممارسات الاحتيالية، ولكنهم أنكروا أشد الانكار أنهم تعرضوا لهذه التجربة.
ويبدو ان الضحية يكون أكثر خجلا وانكسارا من أن يجاهر بأنه وقع بمحض ارادته ضحية لمحتالين فى منتهى الذكاء والتدبير.

دفع 165 الف دولار

"دفعت لهم 165 الف دولار مقابل ضرائب ورسوم لأحصل على جائزتي، ولكنهم الآن يطالبوننى ب333 الف دولار كدفعة أخيرة، فهل أدفع لهم؟"
هذا ما نقله الى مسؤول على لسان أحد الضحايا، "ع.ل.ق."، الذى طرح تساؤله بنظرة يائسة متوسلة ونبرة تشى بأمله فى الحصول على جواب ايجابي.

طبقات ميسورة

يظهر هذا المبلغ حجم الاستنزاف الحقيقى للاقتصاد الوطنى لو استمر هؤلاء المحتالون فى اصطياد الناس بحبال الربح السريع السهل، علما بان قلة هم من يعترفون بأنهم ذهبوا ضحية لخداع جريمة الياقات البيض.
ويشير أحد مسؤولى دائرة مكافحة الفساد فى هذا الخصوص الى ان الاشخاص الذين ينتمون للطبقات الميسورة وليس الطبقة الفقيرة هم من ينجرفون وراء وعود الربح السريع السهل، فهم على "استعداد للتضحية بمال قليل على أمل الحصول على ربح وفير".

القنصل البريطانى

حسب القنصل البريطانى مايكل سنل فان ما لايقل عن أربع ضحايا او مستهدفين يتصلون يوميا بسفارة بلاده وبسفارات الدول الغربية الأخرى ليأخذوا رأيها فى هذه الرسائل، وأحيانا بعد فوات الأوان.
ويلفت سنل، الذى ترأس بلاده المجموعة الأوروبية حاليا، النظر الى ان سفارات الدول الأوروبية الكبيرة الأخرى فى عمان تتلقى اتصالات مماثلة، مضيفا ان جرائم الاحتيال عبر الانترنت، التى يبدو ان اليانصيب الالكترونى هو موضتها المفضلة هذه الايام، تركز حاليا على مواطنى الاردن والعراق كهدف.

مشروووووووووووووع جيد

استفدت منه

:برافوا: