في غزة - هل اكتفت فتح بالارتكان على عزوف الجماهير عن حماس لتحقيق فوزها في الانتخابات القادمة ؟

غزة - العهد - كتب المحرر السياسي لشبكة العهد : سؤال يراود كافة ابناء حركة فتح في قطاع غزة ، وشرائح واسعة في المجتمع الغزي ..

تجربة حكم حماس لقطاع غزة طيلة اربع سنوات بما شملته هذه السنوات من عذابات والام لقطاعات واسعة ، ادت لعزوف الكثير منهم عن حركة حماس التي اثبتت بالفعل على الارض عكس ما ترفع من شعارات نظرية ، وعملت بعكس ما يدعو به خطباء مساجدها ....

ونحن هنا لسنا بصدد تعداد الاخطاء والخطايا التي مارستها وارتكبتها حماس طوال هذه الحقبة العصيبة من حكمها ، ولكننا بصدد البحث في استعدادت حركة فتح لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني وحتى الانتخابات البلدية القادمة ....

يعرف الكادر الفتحوي في قطاع غزة - وقبل غيره من ابناء القطاع - ان عزوف الجماهير عن حركة حماس ، لم يكن بسبب الاداء المميز لحركة فتح في الفترة السابقة ، ولم يكن بحال بسبب رضى الفتحاويون قبل غيرهم عن هذا الاداء ، ولكن السبب الحقيقي هو مقارنة المواطن العادي ( غير المؤطر ) بين ممارسة حماس على الارض ، واداء حركة فتح في الفترة التي سبقتها ، فوجد الناس الفرق الشاسع بين من حمل هما وطنيا ، وسعى لتحقيق حلم العودة ، وناضل في كافة الساحات والمواقع لقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وبين من استغل كونه حاكما ( بالقوة ) لتحقيق مكاسب حزبية وشخصية ضيقة أضرت وتضر بالمشروع الوطني .... رأى الناس بأعينهم من حاول قدر المستطاع مطابقة ما يقول به بما يمارس من عمل ، وبين من يناقض كلامه فعله بالكامل ....

ولكن هل المطلوب أن يتكل الفتحويون على على هذا الوضع ويضمنون نجاحا في الانتخابات القادمة ؟

الواقع يقول غير ذلك ، فالتذمر وعدم الرضى والشكوى المتزايدة من الفحويين في تزايد ، يطالبون بتفعيل كافة الاطر والمؤسسات والمكاتب الحركية ، ويطالبون بملامسة هموم الشارع الغزي ، والتي تكاثرت وتراكمت طوال الاربع سنوات الماضية ...

الوضع في غزة لا يسمح بتنفيذ اي فعاليات ...

ربما كانت ذريعة مقبولة في بداية الانقلاب ، وحينما طاردت حماس ومنعت كافة المظاهر الفتحوية ، ولكن بعد توقيع اتفاق المصالحة الاخير ، لم يتغير شيئ ، وبقى الوضع الفتحوي في حالة الاستكانة ... اذن فما الذريعة الان ؟

الوقت يجري ويداهم ، ومدة العام ليست كثيرة للشروع في اعادة ترتيب البيت الفتحوي في غزة استعدادا لتحقيق الفوز الساحق في الانتخابات ومواصلة تحقيق المشروع الوطني ، الذي قطع الرئيس محمود عباس شوطا كبيرا في انجازه