دبلوماسي أميركي: المؤسسات الفلسطينية جاهزة لإعلان قيام الدولة العام الحالي

واشنطن – العهد - أعرب دبلوماسي أميركي، أمس، عن ثقته بجهوزية المؤسسات الفلسطينية لقيام الدولة المستقلة خلال العام الحالي.



وقال مايك هارفي، رئيس بعثة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، المؤسسة الدولية الأكثر نشاطاً في تمويل البنى التحتية في اطار برنامج الحكومة الفلسطينية 'انهاء الاحتلال وبناء مؤسسات الدولة'، 'اعلان الدولة شأن فلسطيني، لكن حجم الانجاز في تطوير المؤسسات الفلسطينية مبهر ولافت، وانا اتفق مع تقديرات البنك الدولي بانه اذا كان للدولة الفلسطينية ان تعلن هذا العام فان المؤسسات الفلسطينية ستكون جاهزة لذلك'. وتوقع ميرفي، في لقاء مع صحافيين برام الله، ان تبلغ المساعدات الاميركية للشعب الفلسطيني عبر الوكالة، باستثناء المساعدات المباشرة للخزينة، نحو 400 مليون دولار هذا العام، ستستخدم لتنفيذ مشاريع بنية تحتية جديدة واستكمال مشاريع قائمة، اضافة الى مواصلة دعم السلطة في تحسين قدرة مؤسساتها على تقديم خدمات أفضل للمواطنين لتعزيز دور القطاع الخاص والمجتمع المدني. وقال: 'في العام 2010 بلغ إجمالي المساعدات الأميركية للسلطة وللشعب الفلسطيني 700 مليون دولار منها 400 مليون عبر الوكالة. ستكون المساعدات المقدمة عبر الوكالة لهذا العام قريبة جدا من مستواها في العام الماضي'. وشدد المسؤول الاميركي على ان المساعدات التي تقدمها الادارة الاميركية للشعب الفلسطيني 'يتم تنفيذها وتقييمها بتعاون لصيق مع مؤسسات السلطة الوطنية. الهدف هو تقديم الدعم للعملية السلمية من خلال المساهمة في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية'. وقال ميرفي، الذي تولى قبل ستة أشهر منصبه رئيساً لبعثة الوكالة الأميركية في الاراضي الفلسطينية، ان الحكومة الاميركية مولت العام الماضي إعادة تأهيل وتعبيد حوالي 112كلم من الطرق في الضفة الغربية بالتعاون مع وزارة الاشغال العامة والاسكان، وتنفيذ مشاريع اخرى في قطاع المياه بالتعاون مع سلطة المياه. واضاف: 'هذه المشاريع اسهمت بشكل ايجابي ومباشر في تحسين حياة المواطنين. سنواصل هذه المشاريع هذا العام، لكن التركيز سيكون على بناء شبكات للصرف الصحي بهدف بناء نظام للتخلص الآمن من المياه العادمة'. ولفت ميرفي إلى ان المساعدات الاميركية تشمل ايضا قطاع غزة، رغم العقبات التي يواجهها عمل المؤسسات الدولية في القطاع، الذي تحكم حركة حماس قبضتها عليه منذ حزيران 2007. وقال: 'نتفهم ونشارك الرئيس محمود عباس ورئيس حكومته د. سلام فياض موقفهما بان من حق كافة مواطني غزة التمتع بحياة افضل، ونرحب بقرار الحكومة الاسرائيلية توسيع قائمة السلع المسموح بإدخالها إلى القطاع وكذلك السماح بالتصدير، وكنا جزءا من آلية اتخاذ وتنفيذ هذا القرار'. واكد ان الولايات المتحدة تعمل مع السلطة الفلسطينية واسرائيل على تحسين الاوضاع في قطاع غزة حيثما كان ذلك ممكنا، 'آخذاً بالاعتبار حق اسرائيل في الدفاع عن امنها'. واضاف: في العام الماضي، عملنا على تقديم مساعدات انسانية للقطاع، اضافة الى دعم المتضررين من الاحداث هناك، في اشارة الى الحرب الاسرائيلية الاخيرة على القطاع في اواخر العام 2008 واوائل العام 2009. وبضمن المشاريع التي مولتها الوكالة الاميركية هناك، لفت ميرفي الى تمويل مشاريع بنية تحتية بكلفة 100 مليون دولار العام الماضي، ومشروع دفيئات وانظمة ري للمزارعين، 'ما مكنهم من انتاج محاصيل ليس فقط لاستخدامهم الشخصي، وانما ايضا لبيعها في الاسواق'، اضافة لتوقيع اتفاقية مع وزيرة التربية والتعليم د. لميس العلمي الشهر الماضي لتمويل منح كاملة لالفي طالب في جامعة الازهر. واكد ان الوكالة الاميركية ستواصل هذه المشاريع وغيرها في قطاع غزة، لكنه قال 'ان ما تقوم به حركة حماس يعيق عمل المؤسسات الانسانية هناك. قبضتها المحكمة على الشعب هناك وعلى المؤسسات المحلية غير الحكومية يعيق عمل المؤسسات الدولية'. كما اكد ميرفي ان المشاريع الممولة من الحكومة الاميركية في الاراضي الفلسطينية تشمل القدس الشرقية، مع الاشارة الى ان عمل الوكالة هناك 'يتم بصورة مختلفة' عن باقي الاراضي الفلسطينية. وقال: للقدس وضع مختلف، لذلك فالمشاريع هناك مختلفة. نعمل مع مؤسسات المجتمع المدني هناك، واكبر استثماراتنا تتعلق بدعم شبكة المستشفيات الفلسطينية الستة هناك وهذا سيستمر'. واضاف: 'قريبا جدا، في آذار القادم، سنفتتح مشروعاً كبيراً في القدس' رافضاً الكشف عن طبيعة هذا المشروع حالياً. كذلك، كشف ميرفي عن لقاء من المقرر ان يعقده مع ممثلين عن 50 منظمة فلسطينية غير حكومية، برام الله اليوم، 'للاستمرار الى وجهة نظرهم بشأن المستقبل'. وقال: احد اهم اهدافنا تعزيز دور المجتمع المدني بالتوازي مع تعزيز قاعدة الحكم عبر دعم البناء المؤسسي للسلطة، مشيرا الى ان الوكالة بدأت في ايلول الماضي مشروعاً لتعزيز مؤسسات المجتمع المدني في الاراضي الفلسطينية. وبلغت المساعدات الاميركية، المقدمة عبر الوكالة الاميركية للتنمية الدولية، للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الوطنية قبل نحو 17 عاما 4ر3 مليار دولار.