هام لكل من يجلس في الطرقات

الخميس أبريل 30, 2009 10:59 pm

الجلوس في الطرقات ظاهرة منتشرة في بلاد المسلمين وهي من الأشياء التي أباحها الرسول صلي الله عليه وسلم بقيود وحقوق يجب أن يؤديها الجالس في الطرقات ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل يؤدي الجالسين في الطرقات الحقوق والواجبات المترتبه على جلوسهم ومكوثهم في الطرقات ؟
للأسف الشديد الكثير من الناس اعتاد الجلوس في الطرقات دون أن يعرف أن للطريق حقوق ودون أن يفقه الحقوق الواجبة عليه!!!

إذاً ما هي الحقوق المترتبة على الجلوس في الطرقات

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أياكم والجلوس على الطرقات , فقالوا: ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها , فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه , قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟,قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) "متفق عليه"

أولا : غض البصر

ينبغي على كل مسلم أن يغض بصره عن المحرمات وخاصة الجالسين في الطرقات والتي بالطبع يكثر فيها مرور النساء ، قال تعالي ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم )"النور :30"
والناظر اليوم إلى حال المسلمين يجد أن معظم من يجلس في الطرقات - إلا من رحم ربي - إنما غايته من الجلوس في الطريق هو النظر إلى النساء والتمعن فيهن ، وبعض الشباب يتحري وينتظر الأوقات التي يكثر فيها ظهور النساء في الطرقات كخروج البنات من المدارس.

ثانيا : كف الأذى

الواجب على المسلم دائما أن يكف أذاه عن المسلمين وخاصة عند جلوسه في الطرقات يقول الرسول صلي لله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) "متفق عليه", ويقول في حديث أخر (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق )" رواه مسلم "
ويدخل في هذا الباب كل ما يؤذي المسلمين سواء باللسان أو باليد
أما الإيذاء باللسان فقد يكون بالغيبة والنميمة والاستهزاء والسخرية والسب والقذف والتنابذ بالألقاب ، ومن صور الإيذاء باللسان والمنتشرة أيضا اليوم في طرقاتنا النقاش والجدال الحاد بين الجالسين في الطرقات ورفع الصوت والضجيج المترتب على ذلك مما قد يؤذي أصحاب البيوت المجاورة فقد يكون منهم المريض والنائم وقارئ القرآن وطالب العلم.
أما الإيذاء باليد فقد يكون بإلقاء الحجارة والقمامة والعوادم في وسط الطريق ، أو محاولة تضييق الطريق عمداً على المارة خاصة النساء ، أو حمل السلاح دون مبرر واستعمال الألعاب والصواريخ والمفرقعات النارية.

ثالثا :رد السلام

إلقاء السلام سنة مؤكدة إما رد السلام فهو فرض كما اجمع أهل العلم على ذلك وكما ورد في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم (خمس تجب للمسلم على أخيه : رد السلام ، وتشميت العاطس ، وإجابة الدعوة ، وعيادة المريض ، وإتباع الجنائز) "رواه مسلم".
وهنا يجب التأكيد على أمرين يقع فيهما كثير من الجالسين على الطرقات:
-رد التحية يجب أن يكون بمثلها على الأقل أو بأحسن منها انطلاقا من قوله تعالى ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شئ حسيبا ) "النساء:86" ، فإذا قال مثلا احد المارة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجب على الجالسين أن يقولوا - اقل شئ - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
-يجب على جميع الجالسين رد السلام لأنه للأسف الشديد في أحيان كثيرة يرد السلام واحد أو اثنين فقط من مجموعة وكأن رد السلام أصبح فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين!!!

رابعا :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الواجب على كل مسلم وخاصة الجالسين في الطرقات أن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )" آل عمران :110"
ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان)"رواه مسلم"
وما أكثر المنكرات اليوم في شوارعنا وطرقاتنا!!!

كما أنه توجد حقوق أخري للطريق وردت في أحاديث بروايات مختلفة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الذين سألوا النبي صلي الله عليه وسلم عن حق الطريق قال(.... وإرشاد الطريق وتشميت العاطس إذا حمد ) "رواه أبو داود" وزاد الطبراني من حديث عمر (وإغاثة الملهوف) كما زاد البزارمن حديث ابن عباس ( وأعينوا على الحمولة