عبادة هجرها كثير من الناس

الأربعاء أبريل 08, 2009 2:17 pm

التفكر في خلق الله عبادة مهجورة تغافل عنها كثير من الناس ، وتركها معظم المسلمين واتجهوا للتفكر فقط في الدنيا الزائلة فحرموا أنفسهم من خير عظيم وفوائد كثيرة ، وهي عبادة منذ قديم الاجل داوم عليها الانبياء عليهم السلام قال تعالي في حق سيدنا ابراهيم عليه السلام (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين ) "الانعام:75" ، وكذلك كان رسولنا الكريم يحب الخلوة مع نفسه والتفكر والتدبر في خلق الله تعالي وقد روي عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال (لقد نزلت علي الليلة آيات ، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها " إن في خلق السماوات والأرض" ) "حديث صحيح وصححه الألباني" كما أن القرآن الكريم حثنا على التفكر والتدبر في خلق الله وذلك في آيات كثيرة قال تعالي (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) "آل عمران :190-191"

وقال تعالى) إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " ( البقرة:164".

وقال تعالي ( سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد" ( فصلت :53".

أنواع التفكر:

1- التفكر في صفات الله وأسمائه : يستحب التفكر في أسماء الله الحسني وصفاته العليا وأفعاله الحكيمة لأنها تدل على عظمة وقدرة الخالق تبارك وتعالي .

2- التفكر في الكتاب: الله سبحانه يدعو عباده إلى تدبر كتابه والتفكر في معانيه قال تعالي ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) "النساء :82 "

3-التفكر في أمور الآخرة: التفكر في الآخرة وشرفها ودوامها، وفي الدنيا وخستها وفنائها، وكذلك التفكر في الجنة والنار، كل ذلك يثمر الرغبة في الآخرة والزهد عن الدنيا، و كلما ازداد علمنا بتفاصيل اليوم الآخر مالت قلوبنا أكثر نحو الصلاح واجتهدت جوارحنا في فعل الخيرات وترك المنكرات.

4- التفكر في الموجودات : الكون كتاب مفتوح يورث التفكر فيه اليقين بعظمة خالقه ويوثق الصلة بالله سبحانه وتعالى ، والكون ملئ بعظمة مخلوقات الله وآياته العظيمة كالسموات والأرض والجبال والبحار والليل والنهار والشمس والقمر .... الخ قال تعالي ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر )"فصلت :37" وقال تعالي (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت) " الغاشية : 17-18-19-20".

5- التفكر في نفس الإنسان: فالله خلق الإنسان ووضعه في أحسن تقويم وأكرمه بنعم كثيرة كالبصر والسمع والنطق والتذوق .... الخ قال تعالي (وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) "الذاريات :21"

فوائد التفكر:

- إن التفكر في خلق الله تعالى يوقف الإنسان على حقيقة بديعة هي متانة الخَلْق وعظمته وروعة المخلوقات ، وأن هذا الكون يسير وفق نظام بديع و ثابت قال تعالي ( الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) " الملك : 3-4 ".

- تقدير وتعظيم الخالق عز وجل قال تعالي (وما قدروا الله حق قدره والأرضُ جميعاً قبْضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )" سورة الزمر :67" وصدق احد الصالحين حين قال " لو تفكر الناس في عظمة الخالق سبحانه وتعالي ما عصوه"

- ترسيخ الإيمان بالله والوصول لدرجة اليقين.

- محبة الله عزوجل الذي خلق كل شئ للإنسان وسخره له.

- مخافة الله والشعور برقابته وهذا يبعده عن معصيته واجتناب أوامره.

- التعرف على نعم الله الكثيرة التي لا تعد ولا تحصي فيزيد الإنسان من شكره للمنعم قال تعالي " وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها أن الإنسان لظلوم كفار) "إبراهيم :34".

أسباب البعد عن التفكر كثيرة منها:
الجهل بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته، وأوامره ونواهيه.
ضعف الإيمان بالله عز وجل وباليوم الآخر، والابتعاد عن الأجواء الإيمانية.
التكاسل عن الطاعات والعبادات.
عدم التأثر بآيات القرآن الكريم.
الغرور وطول الأمل.
كثرة الفتن والشبهات والشهوات.
التعلق بالدنيا، والشغف بها.
مخالطة الفاسقين .

الأربعاء أبريل 08, 2009 9:34 pm

جزاك الله خيرا عزيزي أبو أحمد
فعلا كثير من الناس غفلوا عن هذا الامر
التفكر يزيد الايمان ويعمق علاقة الانسان بربه
وكثير من العلماء آمنوا بمجرد معرفتهم بقدرة الله واقرارهم بالخالق العظيم سبحانه وتعالى
تذكير هام : قبل إدراج الموضوع تأكد من الايات الكريمة وأنها خالية من الاخطاء الاملائية