بعض جهود الدعوة السلفية في فلسطين (في مقاومة الفتن)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت الدعوة السلفية ـ ولله الحمد ـ ولا زالت في فلسطين والشام الوتد الذي غاصت غُرزه، والبنيان الذي أحكم أساسه في تحذير الناس من الفتن، خصوصاً فتنة الاختلاف والتفرق والتحزب والصراع على الملك، والتحذير من نهايات تلك الفتن بفتنة أشد وانكى؛ فتنة الهرج واستحلال الدماء .

وقد كان للدعوة السلفية في هذه البلاد السبق في هذا المجال؛ تحذيراً، وبياناً، وتعليماً، ونصحاً للأمة.

فمن ذلك

(1) تفرّد شيخنا هشام العارف ـ حفظه الله ـ بتصنيف كتاب (زمن الهرج باختصار القاتل والمقتول في النار) في الأول من محرم عام 1428 هجرية، أي قبل أكثر من عام حيث كانت فتنة الافتراق والهرج تتأجج، وولاءات الناس تتعدد، فمن مؤيد ـ بالهوى ـ لما قامت به حماس من أخذ للسلطة بقوة السلاح والثورة، وما تبع ذلك من مفاسد على هذا الشعب المسكين ـ خصوصاً أهل غزة ـ والتي نرى عقابيلها فاشية ظاهرة في أيامنا هذه؛ فقراً، وجوعاً، وذلاً، وجريمة، و....

وفريق آخر من الناس أعطى ولائه للطرف الآخر، وهكذا تكرست الفرقة، واستمرت القلاقل؛ لأن كلا الطرفين كان نزاعه على الملك وشهوته، ولو انّهم لبسوا لباس الإنصاف وسعوْا إلى إنهاء الأزمة بالتحاكم إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح لما حصل ما حصل.

(2) قامت الدعوة السلفية في هذه البلاد المباركة بعقد مؤتمر علمي منهجيّ حافل في عناتا ـ القدس بتاريخ 27/ رجب/ 1427 هـ الموافق: 21/ 08/ 2006 ميلادية تحت عنوان:

المنهج السلفي في التعامل مع الفتن

نصحاً، وتحذيراً، وبياناً للحق، ودعوة إليه. وقد طبعت محاضرات ذلك المؤتمر برقم (125) من منشورات الدعوة السلفية، وهو موجود ومتوفر لباغي الحق وناشده، ليعرف ما عليه دعوتنا السلفية ومشايخنا الكبار من منهج علمي واضح ثابت في التحذير من الفتن.

(3) وفي يوم السبت 05/ شعبان/ 1428هجرية الموافق: 18/ 08/ 2007 ميلادية قامت الدعوة السلفية بعقد مؤتمر علمي منهجي في عناتا ـ القدس بعنوان:

الوسطية دين الله ـ عز وجل ـ

إظهاراً لمنهج السلف الصالح؛ منهج الوسطية واستمراراً لسلسلة النصح والتحذير من الغلوّ والتطرّف والإرهاب والعصبية والتفرّق.

(4) وأما مجلتنا السلفية فقد كان لها دورها المميز في تعريف المسلمين بدينهم الحق وفق منهج السلف الصالح، وتوالى اهتمام المجلة بالفتن العاصفة بعدة مقالات وافتتاحيات من ذلك:

ـ افتتاحية العدد (6) الذي صدر بتاريخ: (ذو القعدة 1427هجرية) ـ أي أول زمن فتنة الدم العمياء بين حماس والسلطة ـ وكان عنوانها: (متى يصير الصف موحداً ومتى تجتمع الكلمة).

ـ وافتتاحية العدد (7) الذي صدر بتاريخ (محرم 1428 هجرية) ـ حيث كانت الفتنة في أوجها واشتدادها ـ كانت بعنوان: (حرمة دم المسلم).

ـ وافتتاحية العدد (9) الذي صدر بتاريخ (جمادى الأولى 1428 هجرية) ـ حيث كان الناس يعانون من آثار ونتائج حرص مَنْ حرص على شهوة الملك والسلطة وتنازع عليها ـ كانت بعنوان ( الفلتان الأمني !! أسبابه، وآثاره وعلاجه).

- وافتتاحية العدد (13) الذي صدر بتاريخ (محرم 1429 هجرية ) كانت استمراراً لما سبق بتحذير المفتونين ـ تحذيراً شرعياً ـ من فتنة الملك وشهوة السلطان.

وليس هذا وحسب بل يضاف إليه جهود الدعاة السلفيين في اللجنة العلمية السلفية وعلى رأسها شيخنا العارف ـ عرّفه الله وعرّف به ـ في دروسهم ولقاءاتهم بالناس وكتاباتهم؛ نصحاً وتحذيراً من الفتن وخصوصاً فتنة استحلال المسلم لدم أخيه المسلم.

أفبعد كل هذا ينسب للدعوة السلفية وشيوخها الأفاضل تحريضٌ على الاغتيالات، وإفتاءٌ بحل الثورات، وعلاجٌ للمنكر الواقع بمنكر أعظم منه؟؟(!!!)

إنه والله الإفك المبين، والبهتان العظيم، الذي يبرأ إلى الله منه كل سلفيّ.

ولو تحاكمنا ـ وحاكمنا الأفّاكين ـ إلى الشرع في هذه المسألة لكانت نسبتهم إلى ما رموْنا به من الإفك اوْفق وأقرب؛ لأنّهم ـ كما يعرف من مناهجهم المبتدعة ـ أهل الخروج والثورات والحماسات الهائجة، والعواطف غير المنضبطة بضوابط الشرع، وأهل الحكم على المخالف بالأحكام المجانبة للوسطية الشرعية.

وليس لنا في هذه الفتنة الجديدة إلا لزوم ما ـ كنا ـ قد لزمناه وقت الفتن من الصبر وكف اللسان واليد، والثبات على الحق، والعمل الصالح، والدعوة إلى الله على بصيرة، والمجادلة بالتي هي أحسن، والدعاء بأن يأخذ الله المتربصين بهذه الدعوة المباركة أخذة سوء، أو يردهم إلى الحق مذعنين تائبين، والله الموفق.