الحب في الله والبغض في الله

السبت يونيو 13, 2009 4:42 pm

المؤمن الحقيقي المكتمل الإيمان لا يحب إلا في الله ولا يكره إلا في الله ، فأساس ومعيار حبه لأي شخص هو مدي التزامه بشرع الله ، فأينما وجد إنسانا ملتزما بشرع الله وسنه نبيه أحبه في الله واخلص في حبه ، وفي المقابل إذا وجد شخص غير ملتزم بشرع الله وسنه نبيه فإنه يبغضه في الله ولو كان اقرب الناس إليه.
والناس في ذلك على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من يجب محبتهم محبة خالصة .
وهم المؤمنون الخلّص من الأنبياء والصحابة والتابعين والصديقين والشهداء والصالحين في كل زمان ومكان.
يقول تعالي (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)"الحشر:10".
القسم الثاني: من يجب بغضهم ومعاداتهم .
وهم الكفار والمشركين والمنافقين والمرتدين والملحدين على اختلاف أجناسهم.
كما قال تعالى: ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)"المجادلة:22".
القسم الثالث: من يحبون من وجه ويبغضون من وجه.
فتجتمع فيه المحبة والعداوة وهم عصاة المؤمنين.
نحبهم لما فيهم من الإيمان ونبغضهم لما فيهم من المعصية التي هي دون الكفر والشرك.
ومحبتهم تقتضي مناصحتهم والإنكار عليهم. فلا يجوز السكوت على معاصيهم بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفوا عن معاصيهم ويتوبوا من سيئاتهم.
ولكن لا يبغضون بغضًا خالصًا ولا يتبرأ منهم كما يزعم الخوارج في مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك.
وفي المقابل لا يحبون ويوالون حبًا وموالاة خالصين كما تزعم المرجئة بل يعتدل في شأنهم على ما ذكرنا كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.

لذلك وجب علينا أن ننتبه لموضوع الحب والبغض ، فلا يكون الحب والبغض عندنا حسب مزاجنا أو حسب عواطفنا أو حسب المصلحة أو حسب القرابة.
بل نحب فقط لله ومن اجل الله ونبغض لله ومن اجل الله.
والأحاديث الواردة في فضل الحب في الله والبغض في الله كثيرة نذكر منها:-
1. قوله صلي الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله ، ومن كان يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار)
الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 10/646 خلاصة الدرجة: صحيح.

2. قوله صلي الله عليه وسلم (أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله ، و المعاداة في الله ، و الحب في الله ، و البغض في الله عز وجل )
الراوي: عبدالله بن عباس و ابن مسعود و البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2539
خلاصة الدرجة: صحيح.

3. قوله عليه الصلاة والسلام ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة ربه ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ......)
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 660 خلاصة الدرجة: [صحيح]

4. قوله صلي الله عليه وسلم (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان )
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: هداية الرواة - الصفحة أو الرقم: 1/71 خلاصة الدرجة: [حسن كما قال في المقدمة]

هذا ومن السنة أننا إذا أحببنا شخص أن نخبره بذلك لما روي عن أنس قال : (كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل فقال رجل من القوم : يا رسول الله إني لأحب هذا الرجل قال : هل أعلمته ذلك ؟ قال : لا فقال قم فأعلمه قال فقام إليه فقال : يا هذا والله إني لأحبك في الله قال : أحبك الذي أحببتني له)
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1/778 خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على شرط مسلم.

هذا ولنعلم أن الامر خطير فالانسان يحشر ويكون مع من احب يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وسلم (المرء مع من أحب)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6168
خلاصة الدرجة: [صحيح].
كما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( يا رسول الله ، كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المرء مع من أحب ) .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6169خلاصة الدرجة: [صحيح].

لذلك استغرب أن أري أناسا من المسلمين يحبون المطرب الفلاني والمغنية الفلانية وبعض اللاعبين الكفار ..... الخ.

الثلاثاء يونيو 16, 2009 12:06 am

رائع أبو أحمد

وفي ميزان حسناتك

الحب في الله والبغض في الله 22724_11194043136

الثلاثاء يونيو 16, 2009 2:40 am

بوركت اخي انسام
وجزاك الله خيرا

**الثلاثاء يونيو 16, 2009 7:04 am**

بارك الله فيك ابو احمد

شكراً لك على الموضوع القيم

**الجمعة يونيو 19, 2009 1:40 am**

مشكور اخي صقر فلسطين
دمت في حفظ الله ورعايته

**الجمعة يونيو 19, 2009 10:47 am**

**الجمعة يونيو 19, 2009 7:57 pm**

[mention][/mention] كتب:
لذلك استغرب أن أري أناسا من المسلمين يحبون المطرب الفلاني والمغنية الفلانية وبعض اللاعبين الكفار ..... الخ.

قال الامام الشافعى ..... رحمه الله

إذا المرء لا يرعـاك إلا تكلفــا * * * فدعه ولا تكثر عليه التأسفــــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة * * * وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
فما كل من تهـواه يهواك قلبـه * * * ولا كل من صافيته لك قد صفــا
إذا لم يكـن صـفو الود طبيعـة * * * فلا خيـر في ود يجيء تكلفـــا
ولا خير في خِل ٍ يخـون خليـله * * * ويلقـاه من بعـد المودة بالجـفـا
وينـكر عيشا ً قد تقـادم عهـده * * * ويظهـر سرا ً كان بالأمس قد خفا
سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكـن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعد منصفا

بارك الله فيك اخى ابو احمد

:سلمت يداك:

**الجمعة يونيو 19, 2009 8:50 pm**

اخي العزيز ابو علاء
اخي الحبيب لهيب المقاومة
شكرا لكم وبارك الله لنا فيكم

**الإثنين أغسطس 10, 2009 12:24 pm**

الحب في الله والبغض في الله

الحب في الله والبغض في الله

رد: الحب في الله والبغض في الله

رد: الحب في الله والبغض في الله

رد: الحب في الله والبغض في الله

رد: الحب في الله والبغض في الله

رد: الحب في الله والبغض في الله

رد: الحب في الله والبغض في الله

رد: الحب في الله والبغض في الله

رد: الحب في الله والبغض في الله